هل يفقد الدولار هيمنته على العالم ؟

حيدر مصطفى
بينما يُعد الدولار الأمريكي العملة الأكثر تداولاً في العالم، يشهد هذا الأخير ارتفاعًا في نسبة التضخم وعدم استقرار سياسيًّا في الولايات المتحدة الأمريكية، ليُطرح السؤال الرئيسي عن وضع الدولار في هيمنته على الاقتصاد والسوق العالمي. فهل يفقد هيمنته؟
تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من ارتفاع كبير في نسبة التضخم حيث بلغت شهر يوليو الماضي 3.2% ويحاول البنك الفيدرالي الأمريكي والكونغرس ضبط سعر الدولار، وما يجعل الدولار يحافظ على قوته وهيمنته هو أن الولايات المتحدة تملك واحدًا من أكبر اقتصادات العالم وأكثره تداولًا في الأسواق العالمية، هنا يأتي دور منظمة بريكس في محاولة الإطاحة بهذه الهيمنة التي دامت على مر عقود. بريكس هي منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وبدأت بأربع دول وهي البرازيل،روسيا،الهند والصين ثم أنضمت إليهم جنوب أفريقيا في 2010.
عادت بريكس إلى الأنظار هذا العام بعد ما بدأ العالم يشعر بغياب قوة الولايات المتحدة خاصة في شأن الحرب الاوكرانية لتستجمع بريكس قوتها والبدء بإفقاد الولايات المتحدة هيمنتها في ظل مشاكل الداخل الأمريكي. بدأت الدول في الابتعاد من صف الغول الأمريكي الذي نهب خيرات الدول التي غزاها سياسياً وعسكرياً. وقد عُقدت بالأمس قمة بريكس ال15 في جنوب أفريقيا جامعةً أقوى أقتصادات العالم محاولين إنماء المنظمة اقتصادياً وسياسياً. كما يذكر أن أكثر 40 دولة قدمت طلبات عضوية للمنظمة منها السعودية التي اتخذت تدابير لخفض مخزون الدولار في بنكها المركزي، إيران التي تعتبر من أقوى حلفاء روسيا، الإمارات، مصر، الخ.
المنظمة أدلت ببيان في الأشهر الماضية معلنةً عن عملة جديدة تجمع بين دول أعضائها و يتم التداول بها بينهم في محاولة منهم لتغيير النظام النقدي العالمي والأبتعاد عن الدولار الأمريكي ونبذه من نظامهم ما سيفقد الدولار هيمنته وقيمته على الدول الأعضاء. من بعد هذا البيان بدأ الأعضاء في خفض مخزون الدولار في بنوكهم وتم الاتفاق بين البرازيل والهند على التعامل فيما بينهم بالروبيه الهندية، على التأكيد أن هذا الاتفاق سيتبدل بعملة بريكس الموضوعة على أجندتها. على الأرجح أن يكون أسم العملة 5R اسم تم إنشاؤه من الأحرف الأولى من رموز العملات الدولية الخاصة بالخمس الدول المؤسسة للمنظمة.
في ظل هذه التدابير المتخذة من المنظفة سيبدأ الدولار الأمريكي بفقدان قيمته في الأسواق العالمية وهذا ما سيفقد الولايات المتحدة هيمنتها لأن الدولار هو الوسيلة التي تمكنهم من فرض العقوبات على الدول المعارضة لسياساتهم الاقطاعية في دول العالم و بالأخص دول العالم الثالث، وهذا سيؤدي الى إنهيار الدولار و من بعده اليورو ما سيؤدي إلى إنهيار البورصة العالمية وإنشاء نظام نقدي واقتصادي عالمي جديد.