عندما يسبق أنين الجرحى حضور الطبيب: ساعات من الألم أمام “الشؤون” الغازية

الوادي
في دولةٍ يُفترض أن تراعي أبسط معايير الإنسانية، تغيب حقوق المواطنين… إذا اعتبرتهم أصلًا مواطنين من درجة واحدة. هنا، تُقسّم الناس درجاتٍ وطبقاتٍ وفق انتماءاتهم ومناطقهم، فيما تُترك الفئات الأكثر ضعفًا لتواجه مصيرها وحدها.
في فرع وزارة الشؤون الاجتماعية – ضمن مشروع حماية المعوقين في الغازية – يصطف الجرحى في طوابير تمتد لساعات طويلة، بانتظار دورهم لتسجيل أسمائهم أملاً بالحصول على بطاقة قد تُخفّف عنهم بعضًا من أعباء علاجهم الطويل… بطاقة غير واضحة الامتيازات، وغير مؤكدة الفائدة.
المشهد الأكثر فجاجة أنّ المواعيد تُعطى رسميًا منذ الثامنة صباحًا، فيما الطبيب المكلّف بالكشف لمنح الموافقة على البطاقة وصل إلى المركز عند الساعة 10:40 صباحًا بحجة أن “الدكتور ما بيجي بكير”. هذا التأخير لا يُقاس بالوقت فقط، بل بوجع أولئك الجرحى الذين لا يزال الكثير منهم يعاني من إصابات الحرب الأخيرة، تسمع أنينهم يخرج من خلف جدران المبنى إلى الشارع.
باختصار…
لا يهمّنا من المسؤول: الوزارة؟ المكتب في الغازية؟ أم الطبيب؟
ما يهمّ فعلًا هو النتيجة: معالجة هذا الوضع اللاإنساني فورًا، لأن ما يجري لا يُحتمل ولا يليق بإنسان، فكيف بجرحى ما زالوا يدفعون ثمن الحرب على أجسادهم؟



