أمر عمليات أميركي بتوسيع انتشار الجيش جنوباً؟

آمال خليل
وسّع الجيش اللبناني عملياته عند الحدود الجنوبية بشكل متسارع في الأيام الماضية. ومن العديسة إلى مركبا وصولاً إلى عيتا الشعب، اقترب الجيش أكثر من المناطق التي احتلتها أو عزلتها إسرائيل بعد تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في 18 شباط الماضي.
وأبرز العمليات، استعادته أمس موقع رويسات الحدب المتاخم للجدار الفاصل في أطراف عيتا الشعب، حيث أنزل جنود الجيش علم لواء «غولاني» الذي رفعته قوات الاحتلال فوق دشمة الموقع ورفعوا العلم اللبناني مكانه، وأزالوا السواتر الترابية والأسلاك الشائكة والألغام التي زرعها العدو في الطريق إلى الحدب.
يُذكر أن رويسات الحدب كان من ضمن المواقع المشمولة بخطة إعادة انتشار الجيش عقب وقف إطلاق النار. وبعدما استحصل على موافقة من لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق، توجّهت دورية مؤلّلة في 18 شباط الماضي، بمؤازرة اليونيفل، نحو الموقع لإعادة التمركز، لكنها تعرّضت لإطلاق نار من المواقع الإسرائيلية المقابلة، قبل أن تتبلّغ قيادة الجيش من اللجنة بأن إسرائيل ترفض عودته إلى الحدب.
وبالتزامن مع استعادة الحدب، أزال الجيش السواتر الترابية في خلة وردة بعدما عزّز انتشاره في أرجاء عيتا الشعب إثر تسلّل دورية إسرائيلية باتجاه حي أبو طويل قبالة خلة وردة. كما فتح طرقات أقفلها العدو في الأراضي اللبنانية المحرّرة في تلة المحافر في العديسة وفي تلة العباد بين مركبا وحولا.
مصدر مطّلع ربط تكثيف الجيش لعملياته بمؤازرة لجنة الإشراف واليونيفل بـ«مرونة أميركية وأوروبية تجاه الملف الجنوبي، فرضها ثبات الموقف الرسمي للمستوى السياسي وقيادة الجيش برفض تطبيق الإملاءات الغربية بالتطبيع ونزع سلاح المقاومة ضمن مهلة زمنية قصيرة»، كما فرض إعفاء نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس من مهمتها. وبحسب المصدر، اختارت الإدارة الأميركية جويل رايبورن خليفة لأورتاغوس، وهو عمل في ملفات الشرق الأوسط في مرحلة سابقة، ويملك طباعاً أقل حدّة منها، ويشبه الرئيس الجديد للجنة الإشراف مايكل ليني الذي خلف غاسبر جيفرز.
التحركات العملانية جنوباً، تعكس تمايزاً بين التوجه الإسرائيلي من جهة والتوجه الأميركي من جهة أخرى، وتوجه الدول المساهمة في قوات اليونيفل من جهة ثالثة. لكنّ التمايز الأميركي والغربي التقى على ضرورة دعم الجيش وتسهيل مهمة انتشاره التي تعرقلها إسرائيل وحدها، كما صرّحت مراراً المرجعيات السياسية الرسمية. إلا أنه قد ينعكس خلافاً على شكل التجديد لمهمة اليونيفل في ظل ضغط الولايات المتحدة لتقليص دورها لمصلحة لجنة الإشراف.
إلى ذلك، قالت مصادر سياسية إن «لبنان لم يتبلّغ بعد أي موقف رسمي من السفارة الأميركية في بيروت في شأن مغادرة أورتاغوس، وإن كل ما يُحكى لا يزال في إطار التسريبات». ونفت ما سُرّب عن إلغاء أورتاغوس زيارتها إلى بيروت، مشيرة إلى أن لبنان لم يتبلّغ رسمياً بذلك أو بزيارة مبعوث آخر.
إلى ذلك، يفتتح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم أجندة شهر حزيران للموفدين الخارجيين إلى لبنان، بمحادثات مع المسؤولين اللبنانيين. وقالت المصادر إن زيارة عراقجي الآتي من القاهرة «ستوضِح الكثير من المسائل في المنطقة حيث سيضع الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام في أجواء المحادثات الإيرانية – الأميركية»، لافتة إلى إمكانية عقد لقاء بينه وبين وزير الخارجية يوسف رجّي.
الأخبار