جريمة بيئية: جهاد العرب يرمي النفايات بلا فرز

أسوة بما قامت به الأسبوع الفائت، اتصلت إدارة شركة “جي. سي. سي”، التي يملكها جهاد العرب، بسائقي الشاحنات التي لديها، لنقل نفايات معمل الفرز في العمروسية إلى مطمر الكوستا برافا، ودفنها بسرعة.. من دون أي فرز.
العقد الموقّع مع العرب يتضمن الفرز، وليس النقل وجمع النفايات وحسب. لكن بسبب إضراب الشركة المسؤولة عن جمع النفايات، مطالبةً الحكومة بتحويل مستحقاتها بالعملة الخضراء، تكدست النفايات في الشوراع. وبعد فك الإضراب فاض معمل الفرز في العمروسية بها. وعوضاً عن فرزها وتغليفها بأكياس مخصصة، تمهيداً لطمرها، قرر العرب التخلص من النفايات كما هي، عبر تحميلها ونقلها ودفنها بعيداً عن الأعين، في مكب الكوستا برافا.
يريد إبعاد رائحة النفايات المتكدسة في معمل الفرز، فينقلها كما هي، بعصارتها وسمومها للدفن المباشر. وهذا أيضاً أوفر له، طالما يتقاضى ثمن الفرز من الدولة، التي يحتج عليها ويطالبها العرب بالدفع بالعملة الخضراء. وهو الذي يحجب الدولار عن السائقين، الذين وصل راتبهم إلى 800 ألف ليرة شهرياً، أي أقل من مئة دولار، حالياً. بينما كان يفترض به دفع 800 دولار كما اتفق سابقاً معهم.
أطنان من النفايات بكل سمومها وعصاراتها ومخاطرها على البيئة، يريد جهاد العرب التخلص منها، طالما أن مؤسسات الدولة منهارة، فلا حسيب ولا رقيب.
وإلى حد كتابة السطور نقل ما لا يقل عن عشر شاحنات، كل واحدة منها تحمل نحو 14 طناً من النفايات. وستعمل الشاحنات طوال الليل لأن المعمل فاض بالنفايات المتكدسة. وما على الأجهزة الأمنية ووزارة البيئة إلا التحرك الفوري، لوقف هذه المجزرة والجريمة البيئية.
ودلالة على جريمة العرب بحق البيئة، يقول السائقون أن الأصول -كما جرت العادة- كانت تقتضي توضيب النفايات المفروزة بأكياس، ثم تحمل على الشاحنات الكبيرة المكشوفة، المعروفة بـ”البلاطة”. ويتم رصفها في مطمر الكوستا برافا. لكن حاجة العرب للتخلص من النفايات، جعلته يطلب من كل سائقي الشاحنات المخصصة لنقل الأتربة والرمول، الذين يعملون في مجالات أخرى معه، العمل على نقل النفايات اليوم، كما حصل منذ حوالى الأسبوع.
المدن