مستشفى صفد في مخيم البداوي تحيي الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بحضور وطني ورسمي واسع

المصدر / د. وسيم وني
لمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، نظّمت مستشفى صفد التابعة للجمعية – إقليم لبنان، احتفالًا وطنيًا مميزًا في قاعة مستشفى صفد داخل مخيم البداوي في مدينة طرابلس، وذلك بحضور رسمي وشعبي واسع، عكس المكانة المرموقة التي تحتلها الجمعية في وجدان أبناء شعبنا الفلسطيني، والدور الإنساني والوطني الذي تضطلع به منذ تأسيسها في خدمة الإنسان الفلسطيني في الوطن والشتات.
وشهد الاحتفال مشاركة لافتة لممثلين عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائل التحالف الفلسطيني، والصليب الأحمر اللبناني ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ، إضافة إلى وفد من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إلى جانب ممثلين عن اللجان الشعبية ولجان الأحياء، وحشد من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيم البداوي، في مشهد وحدوي عبّر عن التفاف المجتمع الفلسطيني حول مؤسساته الوطنية والإنسانية.
وافتُتح الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، في مشهد جسّد عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين، تلا ذلك كلمة ترحيبية لعريف الحفل مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عامر عياش، رحّب فيها بالحضور الكريم، مثمنًا مشاركتهم في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، ومشيدًا بالدور الريادي والتاريخي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تقديم الرعاية الصحية والخدمات الإنسانية لأبناء شعبنا الفلسطيني، قبل أن يعلن رسميًا انطلاق فعاليات الاحتفال.
وتخلل الحفل عرض فيديو وثائقي قصير عن قسم غسيل الكلى في مستشفى صفد، وما يقدمه من خدمات طبية حيوية لمرضى الفشل الكلوي، في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، الأمر الذي جعل من هذا القسم شريان حياة لعشرات المرضى داخل المخيم وخارجه.
وفي كلمة له، أكد أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الشمال خالد عبود، على الدور الوطني والإنساني المتقدم الذي تؤديه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، معتبرًا إياها إحدى ركائز الصمود الفلسطيني، ومشدّدًا على أن الجمعية لم تكن يومًا مجرد مؤسسة طبية، بل مؤسسة وطنية حملت همّ الإنسان الفلسطيني وقضيته العادلة في أحلك الظروف، وساهمت في تعزيز صموده وتمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة.
وبدوره، ألقى ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد جهاد الحاج علي كلمة نوّه فيها بجهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مثمنًا مستوى التعاون والتنسيق القائم بين الجانبين، ومؤكدًا أهمية الشراكة الإنسانية في الاستجابة للاحتياجات الصحية والطبية للاجئين الفلسطينيين، لا سيما في ظل الأزمات المتلاحقة والتحديات الإنسانية المتزايدة التي تواجه المخيمات.
كما وألقى المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان الدكتور محمد حمود كلمة الجمعية، استعرض خلالها مسيرة تأسيس الجمعية قبل سبعة وخمسين عامًا، والدوافع الوطنية والإنسانية التي رافقت انطلاقتها، متحدثًا عن حجم الخدمات الصحية والطبية التي تقدمها الجمعية في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي مخيمات اللجوء والشتات، رغم شح الإمكانيات والظروف الاستثنائية.
وأكد الدكتور حمود أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ستبقى ملتزمة برسالتها الإنسانية والوطنية، وستواصل العمل من أجل تخفيف معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني، مشددًا على أهمية دعم هذه المؤسسة العريقة لضمان استمرار خدماتها. كما نقل في ختام كلمته تحيات رئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب، وتقديره لكل العاملين والداعمين والشركاء الذين يساهمون في إنجاح رسالة الجمعية.
واختُتم الاحتفال في أجواء وطنية جامعة، أكدت على أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ستبقى صرحًا إنسانيًا وطنيًا شامخًا، يحمل رسالة العطاء والتضحية، ويواصل مسيرته في الدفاع عن حق أبناء شعبنا الفلسطيني في الصحة والحياة الكريمة، وفاءً لتضحياتهم، وتمسكًا بثوابت قضيتهم الوطنية العادلة، مهما اشتدت التحديات وتكاثرت الأزمات.








