اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

ما حقيقة الفيروس الذي أدى إلى إقفال مدارس في البقاع؟

راما الجراح ــ الأفضل نيوز

في الأيام الماضية، سادت حالة من القلق في لبنان بعد تداول معلومات واسعة عن انتشار متحور جديد من فيروس كورونا، ترافقت مع تسجيل أعداد متزايدة من الإصابات بأعراض تنفسية حادة، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد الإقفال والخوف الصحي. إلا أن المعطيات الميدانية والطبية تشير إلى صورة مختلفة عما يتم تداوله.

وبرزت مناطق عدة كبؤر إصابة مع ازدياد الحديث عن انتشار الفيروس، لا سيما في البقاع، حيث أدى التفشي السريع للحالات بين الطلاب إلى إقفال عدد من المدارس لأيام عدة، في محاولة للحد من انتقال العدوى وضبط الوضع الصحي.

المعافيرالمنتشر هو الإنفلونزا الموسمية

يؤكد الدكتور في الصحة العامة أحمد المعافير أنه عاين عدداً كبيراً من الحالات خلال الفترة الأخيرة، مشدداً على أن الفيروس المنتشر حالياً ليس متحور كورونا، بل هو الإنفلونزا الموسمية التي تظهر عادة في هذا الوقت من السنة.

ويوضح أن هذه الإنفلونزا تترافق مع أعراض تشمل التهاباً في الصدر، سعالاً حاداً قد يشبه السعال الديكي، إضافة إلى الرشح والتعب العام، ما يدفع البعض إلى الخلط بينها وبين فيروس كورونا.

ويشير المعافير في حديثه عبر “الافضل نيوز” إلى أن عدم الالتزام بإجراءات الوقاية، لا سيما في المدارس، ساهم في تفشي العدوى بين الطلاب، الذين ينقلونها بدورهم إلى أفراد عائلاتهم، ما يفسر سرعة الانتشار واتساع رقعته خلال فترة قصيرة.

إرشادات صحيةالعلاج البسيط أولاً

ويشدد المعافير على ضرورة التعامل بوعي مع الأعراض، داعياً أي شخص يبدأ بالشعور بها إلى الإكثار من شرب السوائل للتخفيف من التهاب الصدر وتعويض الجفاف، استخدام خافضات الحرارة فقط عند الحاجة، تجنب اللجوء إلى أدوية الالتهاب أو المضادات من دون استشارة طبية، مراجعة الطبيب فقط في حال تدهور الوضع الصحي أو استمرار الأعراض. 

إقفال مدرسة في البقاع بعد إصابة أكثر من 50 طالباً

من جهته، يكشف مدير إحدى المدارس في البقاع الأوسط، فضّل عدم ذكر اسمه واسم المدرسة عبر “الافضل نيوز” أن العدوى طالت أكثر من 50 طالباً، ما دفع الإدارة إلى إقفال أبواب المدرسة لعدة أيام كإجراء وقائي.

ويوضح أن المدرسة اعتمدت سياسة صارمة تقضي بعدم عودة أي طالب مصاب قبل انتهاء فترة العلاج الكامل وظهور علامات الشفاء، ما ساهم في السيطرة على الوضع الصحي داخل المدرسة وإعادة انتظام الدراسة لاحقاً.

بين الشائعات والوقائع، تبقى الكلمة الفصل للطب والوقاية. فالمشهد الصحي الراهن، وإن كان مقلقاً، لا يرتبط بمتحوّر جديد من كورونا، بل بإنفلونزا موسمية معروفة تتطلب وعياً صحياً لا هلعاً، والتزاماً بالإرشادات البسيطة التي تبقى خط الدفاع الأول في المدارس والمنازل على حد سواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى