اخر الاخبارمحلياتمقالات وقضايا

صور تُعيد إكتشاف الفرح: القرية الميلادية تولد من رحم الحرب ـ أسيل درويش

كتبت أسيل درويش

رغم الحرب التي أثقلت مدينة صور والجنوب عمومًا بسنواتٍ من الدمار والتهجير والمعاناة, ها هي المدينة اليوم تستعيد شيئًا من نبضها, وتفتح مساحة للفرح في قلب الألم. في مشهدٍ يحمل دلالات تتجاوز الزينة والمناسبات, افتُتحت في مرفأ صور أول قرية ميلادية بعد الحرب, لتشكّل رسالة حياة في مدينة الحرف, والمدينة الفينيقية التي لم تعتد الانكسار.

القرية الميلادية في صور لم تكن مجرد احتفال موسمي, بل مساحة لقاء أعادت جمع العائلات والأطفال وسط أجواء دافئة غلبت عليها البسمة والطمأنينة. أربعون كشكًا تنوّعت بين المأكولات والمشروبات والحِرَف اليدوية, فتحت أبوابها للزوّار, إلى جانب سوق صغير دعم المبادرات المحلية وأعاد الاعتبار لليد العاملة الجنوبية. أمّا الأطفال, فكان لهم حيّزهم الخاص في مساحة ألعاب مخصّصة, مقابل رسم دخول رمزي, أضفى على المكان روحًا عائلية جامعة.

وتزيّنت القرية بشجرة ميلاد تتوسطها, ومغارة ميلادية جسّدت المعنى الروحي للمناسبة, فيما نُصِب مسرح خُصّص للعروض الترفيهية, من ألعاب سحر, ونشاطات تفاعلية, وفقرات فنية أضفت ألوانًا من الفرح على وجوه الصغار والكبار على حدّ سواء. مشاهد بدت كأنها تعاند الذاكرة القريبة للحرب, وتصرّ على أن الفرح لا يُهزم.

وقد أُقيمت هذه القرية بالتعاون بين بلدية صور وجمعيات وفعاليات محلية, في خطوة تؤكد أن العمل التشاركي قادر, ولو بإمكانات متواضعة, على إعادة الحياة إلى الفضاء العام, وترميم العلاقة بين المدينة وأبنائها. في صور, لم يكن الميلاد هذا العام مناسبة عابرة, بل فعل مقاومة من نوع آخر… مقاومة بالفرح, وبالإصرار على الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى