عربي ودولي

“الدعم السريع” تحتجز المدنيين في الفاشر مقابل فديات مالية!

أفاد شهود عيان وعمال إغاثة وباحثون لوكالة “رويترز” بأن قوات “الدعم السريع”، التي حاصرت مدينة الفاشر في دارفور قبل اجتياحها أواخر أكتوبر/تشرين الأول، تحتجز السكان بشكل منهجي للحصول على فديات، وتقتل أو تضرب من لا يستطيع دفع المبالغ المطلوبة.

ورغم عدم تحديد العدد الدقيق للمحتجزين، أشارت روايات إلى احتجاز مجموعات كبيرة في قرى على بُعد 80 كيلومتراً من الفاشر، بينما أُعيد آخرون إلى المدينة بعد مطالبة “الدعم السريع” لأسرهم بدفع مبالغ تراوحت بين 5 و60 مليون جنيه سوداني (بين 8 آلاف و99 ألف دولار).

ووصفت شهادات ناجين عمليات الاحتجاز بأنها “أعمال انتقامية جماعية”، شملت إعدامات وعنفاً جنسياً. وقال محمد إسماعيل، أحد الناجين، إن قوات “الدعم السريع” أعطتهم 3–4 أيام لتحويل المال وإلا قتلوهم، وأضاف أن 9 رجال قُتلوا أمامه أثناء الاحتجاز.

وشكّل الاستيلاء على الفاشر بعد حصار دام 18 شهراً نقطة تحول، وأسفر عن ما وصفته الأمم المتحدة بأنه “أسوأ أزمة إنسانية” بالعالم. وتعرض الأسرى لسؤال متكرر عن انتمائهم القبلي وتعرضوا لإهانات عنصرية، فيما عجز آخرون عن الفرار بسبب الفقر أو المرض.

وتخضع مساحات واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها قوات “الدعم السريع” لانقطاع الاتصالات، ما أدى إلى استخدام أجهزة “ستارلينك” للتواصل مع الخارج. وأكدت شهادات الناجين أن الاحتجاز شمل مبانٍ عسكرية ومساكن جامعية، وأن البعض أُجبر على دفع فديات متعددة مقابل إطلاق سراحهم، وأُعيد البعض إلى مدن أخرى بعد دفع مبالغ إضافية.

وتقدّر المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 100 ألف شخص فرّوا من الفاشر منذ استيلاء “الدعم السريع” على المدينة، بينهم نحو 15 ألفاً وصلوا إلى طويلة، وحوالي 9500 إلى تشاد، فيما لا يزال معظمهم محتجزاً في القرى التابعة لقوات “الدعم السريع” مثل غارني وكورما وأم جلبخ وشقرة وحلة الشيخ وجبل وانا وطورا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى