لماذا “يعشق” نتنياهو الحرب؟

| مرسال الترس |
منذ نشوء كيان الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين في العام 1948، بحضانة الدولة المنتدبة “بريطانيا العظمى” التي لم تكن تغيب عن أراضيها الشمس، آل الشعب اليهودي على نفسه، وبالطبع وراءه المنظمات الدولية التي أنشئت باسمه، أن يثبّت وجوده على تلك الأرض، “الموهوبة له” عبر تهجير أصحابها ومحاربتهم بكل ما أوتي من جرائم يندى لها جبين الانسانية ـ لو بقي لديها جبين. جَبَرَ وعَرْبَدَ، وصولاً الى تأليف العصابات التي أطلق العالم عليها تسمية “الإرهابية” التي بات كيان الاحتلال يُلصقها اليوم بكل من يفكر في عدم تقبلها وليس محاربتها.
ولإنعاش ذاكرة من طَمست الأموال والجواهر تفكيرهم، أن إحدى تلك العصابات أُطلق عليها تسمية “الهاغاناه”، التي تأسست عام 1921، لتتفرع منها منظمة “أرجون”، واللتان اتهمتا لاحقاً بالوقوف وراء اغتيال المندوب الأممي الكونت النروجي فولك برنادوت وسط مدينة القدس في حزيران 1948، لأنه اقترح “بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من القتال أو طردتهم القوات اليهودية”، وبقصف المواقع البريطانية!
واستمر رؤساء الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة يضعون نصب أعينهم المبدأ العسكري أن “الهجوم أفضل وسيلة للدفاع”، وشنّوا الحروب على الدول العربية في العامين1967 و1973، ولاحقاً على لبنان في الأعوام 1978 و1982 و2006 و2023، ليصل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى أرفع منصة دولية في الأمم المتحدة، متباهياً بإطلاع العالم على خريطة “إسرائيل الكبرى”، ساعياً لتحقيقها بدعم أميركي غربي غير محدود، باعتباره “الملك” المطلق الصلاحية في الشرق الأوسط والخليج، بعدما صالت طائراته الحربية وجالت في الأجواء الإيرانية!
وليس الغرور وحده هو الذي دفع نتنياهو لفتح سبع جبهات حربية، ابتداء من غزة مروراً بلبنان وسوريا… وصولاً إلى اليمن وإيران، مع دعم أميركي وغربي أعمى، تحت شعار الخوف من نهاية كيان الاحتلال، بل خوف نتنياهو المستمر، وبظروف ملتبسة، في الحفاظ على حكومة “الصوص ونقطة” عبر هذا التكتل المتطرف، أو ذاك الذي لا يعترف بقرار الكيان في الدعوة إلى التجنيد الإجباري… وكل هَمّه أن لا يصل هو إلى سماع كبير القضاة يتلو حكماً يُدخله الى السجن، كما حصل مع سلفه إيهود أولمرت.
ولذلك، وبسهولة، بعدما دمّر قطاع غزة وأخرج سوريا من أي معادلة عسكرية، فهو لن يتوانى عن محاولة نزع أي تهديد من لبنان، وإكمال نزع أي تهديد نووي إيراني، وربما باكستاني، طالما أن كل الترسانات العسكرية تحت أمرته. وبذلك يحقق حلم أن يُطلق عليه لقب “ملك إسرائيل”، على عكس سلفه اسحاق رابين الذي اغتيل بين حراسه، لأنه تجرأ على التنازل لسوريا حافظ الأسد بالوصول إلى مياه بحيرة طبريا!



