لبنان في قلب مواجهة على 3 جبهات؟!

ماهر الخطيب
منذ توقيع إتفاق وقف إطلاق النار، الذي كان من المفترض أن ينهي عدوان أيلول من العام 2024، كان السؤال الأبرز، على الساحة المحلية، عن المرحلة التي تلي هذا الإتفاق، خصوصاً مع بروز مجموعة من المؤشرات، تصب في إطار أن الأمور لن تبقى كما كانت عليه قبل ذلك، مع العلم أن هذا السؤال حضر أيضاً بعد توقيع الإتفاق الخاص بقطاع غزة.
من حيث المبدأ، أفرز هذا العدوان مجموعة من النتائج، المباشرة وغير المباشرة، التي توحي بأن المنطقة دخلت مرحلة جديدة، تبدأ من الضربات العسكرية التي تعرضت لها قوة “حزب الله”، ولا تنتهي عند سقوط النظام السوري السابق وظهور سلطة إنتقالية قررت الإرتماء في الحضن الأميركي، بل تشمل دخول طهران على خط المواجهات، من خلال حرب الـ12 يوماً التي فرضتها تل أبيب عليها.
في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر “النشرة”، أن ما جرى يقود إلى معادلة واضحة، يتم التعبير عنها بصورة علنية من قبل واشنطن وتل أبيب، تقوم على السعي إلى تغيير وجه المنطقة، من منطلق النتائج العسكرية التي تلت عملية “طوفان الأقصى”، في السابع من تشرين الأول من العام 2023، وهو ما يبرز من خلال التحولات التي تشهدها منذ ذلك الوقت، حيث يبقى الأهم ما يحصل على الساحة السورية، بالنظر إلى الدور الذي كانت تلعبه دمشق، في السنوات الماضية، ضمن المعادلة التي كانت قائمة.
إنطلاقاً من ذلك، تلفت المصادر نفسها ان السعي إلى إحتضان الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، حيث العمل جارٍ على تبييض صورة الرجل،المتنقل تاريخياً بين مختلف التنظيمات الإرهابية، بالتزامن مع التغاضي عن الإرتكابات التي أقدمت عليها السلطة الإنتقالية، منذ تاريخ وصولها إلى الحكم، نظراً إلى أن الأساس هو الدور الذي تقوم به في المشروع الأكبر، أي المتعلق بالسعي إلى تغيير صورة المنطقة.
بعيداً عما يحصل على الساحة السورية من تطورات، خصوصاً أن السلطة الإنتقالية لا تزال تواجه مجموعة من التحديات الداخلية التي لا يمكن الإستهانة بها، من الضروري التوقف عند الواقع اللبناني، حيث تظهر واشنطن، بالتحالف مع تل أبيب، رغبة في زيادة الضغوط التي تتعرض لها بيروت.
في هذا المجال، تتحدث المصادر السياسية المتابعة عن أن لبنان بات، من الناحية العملية، في قلب المواجهة على 3 جبهات رئيسية: الأولى الجبهة العسكرية التي تتمثل بالإعتداءات الإسرائيلية اليومية، والتي بات من الواضح أن تل أبيب تعمل على رفع وتيرتها بشكل تصاعدي، الثانية الجبهة الدبلوماسية التي قررت الولايات المتحدة تفعيلها بشكل أكبر، من خلال ما تضمنته زيارة الوفد المالي، أما الثالثة فهي الجبهة السياسية الداخلية، حيث الإنظار باتت تتجه نحو الإنتخابات النيابية.
في المحصلة، ترى هذه المصادر أن كل هذه الجبهات تصب في إطار هدف واحد، هو السعي إلى إلحاق لبنان بالمعادلة التي يراد تكريسها على الساحة الإقليمية، من ضمن مخطط تغيير وجه المنطقة، برعاية أميركية إسرائيلية، إنطلاقاً من قناعة بأن هناك فرصة تاريخية لا يمكن تضييعها، بغض النظر عن الوسائل التي قدتستخدم لتحقيق هذا الهدف، أما المهلة المقررة فهي ليست مفتوحة، بدليل ما يُطرح على مستوى كل جبهة من الجبهات المذكورة، بحال لم تبرز تطورات تعيد رسم المشهد من جديد.
النشرة



