عباس يعبّد طريق الشيخ لقيادة مرحلة مفصلية

أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعلانًا دستوريًا أمس في شأن “شغور مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية” يقضي بأنه “إذا شغر مركز رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، في حال عدم وجود المجلس التشريعي، يتولّى نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين، مهام رئاسة السلطة الوطنية موَقتًا، لمدّة لا تزيد على 90 يومًا”. وأوضح أنه “خلال تلك المدّة تجرى انتخابات حرّة ومباشرة لانتخاب رئيس جديد وفقًا لقانون الانتخابات الفلسطيني، وفي حال تعذر إجراؤها خلال تلك المدّة لقوّة قاهرة تمدّد بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني لفترة أخرى، ولمرّة واحدة فقط”.
وأوضح عباس أنه “أصدرنا الإعلان الدستوري تأكيدًا لمبدأ الفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرّة والنزيهة”، فيما رأى مراقبون أن الخطوة تأتي لتعبيد الطريق أمام نائب عباس، حسين الشيخ، ليتولّى منصب الرئيس إلى حين إجراء الانتخابات العامة في محاولة لضمان انتقال سلس للسلطة بعيدًا من الاضطرابات في مرحلة تاريخية مفصلية وحساسة.
في السياق، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع الشيخ، خلال اتصال هاتفي، مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وتحضيرات مؤتمر إعادة إعمار غزة، كما تطرّق الرجلان إلى “الجهود المبذولة من أجل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وتوحيد الصف في هذه المرحلة الدقيقة”، وتناولا “الإصلاحات التي تضطلع بها السلطة الفلسطينية”، بالإضافة إلى الإعلان الدستوري الذي أصدره عباس، “باعتباره خطوة تستهدف تنظيم المرحلة المقبلة، وتفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية”، حسب القاهرة.
في الغضون، حسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستحدّد القوات الدولية التي ستسمح لها بدخول قطاع غزة بموجب خطة الرئيس ترامب، مؤكدًا أنه “نتحكّم في أمننا، وأوضحنا أن إسرائيل ستحدّد القوات غير المقبولة بالنسبة إلينا في ما يتعلّق بالقوة الدولية، وهذه هي الطريقة التي نتصرّف بها وسنستمرّ في التصرف بها”. وشدّد على أن “هذا، بالطبع، مقبول من أميركا، وفقًا لما عبّر عنه كبار ممثليها في الأيام القليلة الماضية”. وجزم بأن إسرائيل دولة مستقلّة، نافيًا فكرة أن “الإدارة الأميركية تسيطر عليّ وتُملي عليّ سياسة إسرائيل الأمنية”.
أمّا في إطار البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين المتبقية في القطاع، فأكدت الحكومة الإسرائيلية أنها سمحت للجنة الدولية للصليب الأحمر، وفرقة مصرية بالبحث عن جثامين رهائن وراء “الخط الأصفر” الذي يعيّن حدود انسحاب الجيش الإسرائيلي في القطاع، حاسمة أن “إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة”، في حين أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بدخول عناصر من “حماس” إلى ما بعد “الخط الأصفر” برفقة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بموافقة إسرائيل، في إطار الجهود الرامية إلى العثور على جثث الرهائن. وكشفت قناة “الجزيرة” أن هناك محاولات للعثور على جثتي الجنديين الإسرائيليين هدار غولدين وأورون شاؤول.
إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي السبت أنه نفذ ضربة “محدّدة الهدف” في وسط القطاع على عضو في حركة “الجهاد الإسلامي” كان يخطّط لمهاجمة القوات الإسرائيلية، بينما زعمت الحركة أمس بأن “ادعاء جيش الاحتلال أن كوادر من “سرايا القدس” في النصيرات كانوا يعدون أمس (السبت) لعمل وشيك هو محض ادعاء كاذب وافتراء يسعى الاحتلال من ورائه إلى تبرير عدوانه وخرقه لوقف النار”، محمّلة “العدو المجرم مسؤولية هذا الخرق”.
نداء الوطن



