العالم يعاقب المجرم: أكاذيب نتنياهو طنين في قاعة فارغة

أمام قاعة شبه فارغة هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرارات الاعتراف بدولة فلسطين، زاعما أن «القادة الذين اعترفوا بدولة فلسطينية هذا الأسبوع أرسلوا برسالة مفادها أن قتل اليهود يؤتي ثماره»، واصفاً تلك الخطوة بأنها «وصمة عار» ومشددا على أن تل أبيب لن تقبل إقامة دولة فلسطينية على بعد ميل واحد من إسرائيل زاعما أن منح الفلسطينيين دولة على بعد ميل واحد من القدس بعد 7 تشرين الأول يشبه منح تنظيم القاعدة دولة على بعد ميل واحد من مدينة نيويورك بعد 11 أيلول».
من جهة أخرى أكد نتنياهو، أن «السلام بين إسرائيل ولبنان بات ممكناً» مثنيا على «جهود الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله».
ودعا نتنياهو الحكومة إلى «مفاوضات مباشرة مع إسرائيل».
وفي خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قاطعته العديد من الوفود بمغادرة القاعة، رفض نتنياهو الاتهامات الموجهة الى إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة واستخدام “التجويع” استراتيجية حرب، متهما الدول الغربية التي اعترفت بدولة فلسطين بأنها “رضخت” لحماس.
وقال نتنياهو “هذه رسالة أخرى الى القادة الغربيين: إسرائيل لن تسمح لكم بأن تفرضوا دولة إرهابية علينا. لن نقدم على انتحار وطني لأنكم لا تملكون الشجاعة اللازمة لمواجهة وسائل الإعلام المناهضة والجموع المعادية للسامية التي تطالب بدم إسرائيل”.
وبشأن العمليات في غزة، قال نتنياهو إن إسرائيل “سحقت الجزء الأكبر من آلة الإرهاب التابعة لحماس”، وتريد إكمال المهمة “في أسرع وقت ممكن” مشيرا إلى أن إسرائيل يمكنها إيقاف الحرب «إذا وافقت حركة حماس على شروطنا».
وأوضح نتنياهو أن مطالب تل أبيب هي نزع السلاح في غزة، وسيطرة إسرائيل على الأمن في القطاع، بالإضافة إلى «إنشاء سلطة مدنية تكون ملتزمة بالسلام مع إسرائيل».
وبشأن الإبادة الجماعية التي ترتكبها بلاده في غزة، قال: «إذا كنا نريد ارتكاب إبادة جماعية في مدينة غزة لما طلبنا من المدنيين مغادرتها.. فطوال الأسابيع الثلاثة الماضية أسقطت إسرائيل منشورات تحث المدنيين في مدينة غزة على مغادرتها».
وقوبل صعود نتنياهو على منبر الجمعية العامة بخروج واسع لعدد من الوفود، بينما قام عدد من مؤيديه المدعوين الى حضور خطابه بالتصفيق.
ورأت (حماس) أن مغادرة الوفود مؤشر على “عزلة” إسرائيل. وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو إن “مقاطعة خطاب نتنياهو (هو) أحد تجليات عزلة إسرائيل ونتائج حرب الإبادة” التي تشنّها في قطاع غزة.
ورأى مدير دائرة الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الفلسطينية عادل عطية إن الخطاب حفل “بالأكاذيب والتزوير”.
وأضاف لوكالة فرانس برس إن كلمة نتنياهو كانت “خطاب رجل مهزوم، زعيم يائس حاول مرة جديدة أن يجمع (حوله) غربا نأى بنفسه عن دولة إبادية، مستخدما الخوف حجته الوحيدة”.
إلى ذلك أثار خطاب نتنياهو عددا من الردود داخل إسرائيل، منتقدة أداءه الذي وُصف بالضعيف والمرتبك.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن مغادرة عشرات الحاضرين قاعة الجمعية للأمم المتحدة لحظة بدء كلمة نتنياهو «هو إثبات لنظرة العالم لإسرائيل».
وأوضحت أن الوفد الإسرائيلي حاول تدارك الموقف فوقفوا يصفقون،
أما مراسلة القناة الـ13 فعلقت «عندما يغادر الدبلوماسيون الأجانب القاعة واحدا تلو الآخر فور بدء خطاب نتنياهو، فإنهم لا يبصقون في وجه نتنياهو، بل يبصقون في وجه إسرائيل».
وذكرت بعض المواقع الإخبارية أن بعض عائلات الجنود الأسرى في غزة تظاهروا خارج مبنى الأمم المتحدة.
من جهته قال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن العالم شهد «اليوم رئيس وزراء إسرائيليا منهكا ومتذمرا في خطاب مثقل بالخدع المستخدمة».
وأشار لبيد إلى أن نتنياهو لم يقدم «خطته لإعادة المخطوفين، ولم يقدم حلا لإنهاء الحرب، ولم يفسر لماذا لم تُهزم حماس بعد عامين».
وأكد أن خطاب نتنياهو زاد «اليوم من تدهور وضع إسرائيل».
وفي خطوة غير مسبوقة على الصعيد الدولي، تفاخر نتنياهو -وهو على منصة الأمم المتحدة- بأن جيش الاحتلال سيطر على هواتف سكان قطاع غزة ونشطاء حماس، وأن خطابه يُبَث الآن مباشرة عبر تلك الأجهزة لتوجيه رسالة إلى المحتجزين.
وتوجه اليهم بالقول «أنا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أتحدث إليكم من الأمم المتحدة، لم ننساكم ولو للحظة (…) لن نستسلم ولن ندخر وسعاً إلى لحين إعادتكم جميعاً إلى بيوتكم».
واختلفت المواقع الإخبارية الإسرائيلية حول سماع أهالي القطاع لذلك الخطاب أم لا، فبينما ذكرت بعض المواقع أن خطاب نتنياهو كان مسموعا «بوضوح من مكبرات الصوت التي نصبها الجيش الإسرائيلي»، أشارت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن عدة مناطق بالقطاع لم يكن يصلها صوت نتنياهو عبر مكبرات الصوت.
من جهة أخرى استعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال كلمته ما اعتبرها إنجازات في مواجهة إيران ووكلائها في الشرق الأوسط.
وقال: «إيران كانت تطور برنامج أسلحة وصواريخ هائلة تهدف من خلالها تدمير إسرائيل واستفزاز أميركا».
وأضاف أن إسرائيل استهدفت «حماس والحوثيين وقضينا على حزب الله وترسانته، كما دمرنا أسلحة الأسد في سوريا وردعنا ميليشيات إيران في العراق. وقبل كل هذا دمرنا برنامج أسلحة إيران النووية»، بحسب تعبيره.
وشدد على أنه لا يجوز السماح لإيران بإعادة بناء قدراتها النووية مضيفا أن «مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يجب التخلص منه، ويجب تجديد عقوبات مجلس الأمن عليها».



