اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

«هستيريا انتخابية» في عكار: البعريني يتحسَّس مقعده!

نجلة حمود

يثير احتمال خوض وجوه جديدة السباق النيابي المقبل، قلقاً متزايداً لدى الفاعليات السياسية التقليدية في عكار، مع دخول أسماء شابّة المعترك السياسي من الباب الواسع، مستندة إلى رضى سعودي ودعم خارجي يعزّزان حضورها.

هذا التطور المفاجئ أدّى إلى تسارع التحركات لعقد التحالفات وبلورة اللوائح، إلى جانب تشكيل الماكينات الانتخابية والاستفادة من خبرات ماكينة تيار المستقبل، ما دام رئيسها تحت «الحرم السعودي». الدينامية السياسية الناشئة أدّت إلى «هستيريا انتخابية» لدى بعض النواب الحاليين والمرجعيات التقليدية التي تخشى خسارة نفوذها أمام وجوه صاعدة تسعى لفرض معادلة سياسية مختلفة.

وبذلك، يبدو أن عكار، التي افتُتح الموسم الانتخابي فيها باكراً، ستشهد على ما يبدو معركة حامية على المقاعد السنّية الثلاثة التي يشغلها حالياً النواب: محمد يحيى (15142 صوتاً)، محمد سليمان (11340) ووليد البعريني (11099). ومن أبرز الأسماء المطروحة من خارج الاصطفاف القائم: المهندس أحمد حدارة ورجل الأعمال سرحان بركات.

دخول الشابيْن المغتربيْن الساحة السياسية مع رؤية عمل مختلفة، وشروعهما في تنفيذ سلسلة مشاريع إنمائية في عدد من البلدات، وتقديم مساعدات مادية وعينية للبلديات، والإعلان عن افتتاح عدد من المشاريع الرياضية والخدماتية، كلّ ذلك أدخل القلق إلى نفوس السياسيين التقليديين. وما زاد من إرباك هؤلاء أن لحدارة وبركات علاقات جيدة مع المرجعيات الدينية ويحوزان على الرضى السعودي. وفي مقدّمة المُربَكين البعريني الذي عرّضه سلوكه الاستعراضي وتصريحاته الإعلامية في الفترة المنصرمة لانتقادات حادّة. ويُعدّ قلق البعريني مشروعاً لأسباب عدة، منها:

أولًا، حدارة وبركات من المنطقة الجغرافية للبعريني، إذ إن الأول من جرد القيطع. والثاني من عرقا، الامتداد الطبيعي لمنطقة ساحل القيطع. وقد تمكّن بركات عبر نفوذه من منع البعريني من وضع يده على اتحاد بلديات ساحل القيطع بعد أربع محاولات لانتخاب رئيس له.
ثانياً، علاقة البعريني السيئة مع مختلف الأطراف السياسية التي أعلنت أنها لا ترغب بالتحالف معه رغم تقديمه الولاء عبر الانقلاب على مواقفه، والتناقض الواضح في تصريحاته الإعلامية والتبرؤ من تاريخ العائلة وإرثها السياسي.

ثالثاً، افتراق البعريني عن حليف الأمس، المنسّق العام لتيار المستقبل ورئيس اتحاد بلديات جرد القيطع السابق عبد الإله زكريا، الذي شكّل أساس ماكينته الانتخابية، بسبب نكوث النائب العكاري بوعوده في معركة الإفتاء، ووقوفه إلى جانب المفتي السابق أسامة الرفاعي ضدّ ابن بلدته المفتي زيد زكريا، وهو ما اعتُبر انتحاراً سياسياً.

رابعاً، خسارة البعريني لعدد كبير من المفاتيح الانتخابية بسبب الانتخابات البلدية الأخيرة التي أفرزت مجالس لا تدين بالولاء له. ورغم فوزه باتحاد بلديات جرد القيطع، إلا أن هذا الفوز لا يعوّض خسارة القوة التجييرية، خصوصاً أن فوزه كان مرهوناً بالتنازل لصالح بلدة مشمش معقل المرشح بركات.

خامساً، وجود منافس قوي في معقل البعريني، هو المرشح السابق للانتخابات النيابية محمد عجاج الذي انطلق من بلدته فنيدق في الدورة الانتخابية الماضية بـ 1550 صوتاً، والرقم مرشّح للتزايد مع حضور عجاج القوي على الساحة واعتباره مرشحاً دائماً.
سادساً، خسارة البعريني الرجل الثاني بعد زكريا، رئيس اتحاد بلديات ساحل ووسط القيطع أحمد المير، الذي مُني بخسارة مدوّية في بلدته مار توما.

كلّ ذلك يمكن أن يفسر إرباك البعريني ودعساته الناقصة اليومية. أما بالنسبة إلى النائبين محمد يحيى ومحمد سليمان، فيبدوان أكثر ارتياحاً لكون ثقلهما الانتخابي يتركّز في منطقة وادي خالد التي تُعد التجمع الأكبر للناخبين السنّة في عكار. وفي ما يتعلق بيحيى، يبدو واضحاً أن العائلة سترشّح ابن شقيقه علاء مصطفى يحيى (بناءً على اتفاق مُسبق). ورغم نفي النائب الحالي الأمر، إلا أن مصادر مطّلعة تؤكد أن مصطفى يحيى يقود المفاوضات ويعمل على إنجاز تحالفات لإيصال ابنه إلى ساحة النجمة.

أما سليمان فيحظى بإجماع ليكون المرشح السنّي الثالث على لائحة حدارة. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن التصور الأولي للائحة بات جاهزاً، وهي تضم إلى جانب حدارة كلاً من سليمان وبركات والمرشّح العلوي أحمد الهضام. أما المرشّحون المسيحيون، فلم يتم حسمهم بعد، بانتظار إعلان «القوات اللبنانية» اسم مرشحها.

الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى