ميقاتي ينتقم.. ما علاقة السعودية؟

يتعامل الرئيس نجيب ميقاتي في السياسة هذه الأيام على غير عادته بروح الانتقام. ما زال عالقاً في 13 كانون الثاني 2025 عندما نام رئيساً للحكومة واستيقظ رئيساً سابقاً لها.
لم يتجاوز الرئيس نجيب ميقاتي ما حصل معه ذاك اليوم. سمع وعوداً وتطمينات من الخارج والداخل أنه باقِ على رأس الحكومة. بل أكثر من ذلك أخبر الرئيس السوري أحمد الشرع بعد أن التقاه في دمشق قبل أيام من الاستشارات الحكومية، أنه باقٍ في السراي، وأنّ موعداً جديداً سيجمعهما سوياً.
يعتقد الرئيس نجيب ميقاتي أنّ المملكة العربية السعودية أخلفت معه وعدها بأن يكون رئيساً للحكومة، ويحمّلها مسؤولية ما حصل. فيما الحقيقة التي يدركها الرئيس ميقاتي في قرارة نفسه أنّ قرار تسمية نواف سلام واستبعاده من السباق الحكومي، هو قرار اللجنة الخماسية بدولها الغربية والعربية. وعندما تجتمع تلك الدول على قرار لا يمكن للمملكة أن تغيّر رؤية دول بحجمها.
يتعامل الرئيس ميقاتي، وهو راغب بالانتقام. يريد أن يعود إلى رئاسة الحكومة من بوابة غير البوابة السعودية. يريد أن يُسقط الرؤية السعودية في رئاسة الحكومة. مع العلم أيضاً انه يدري في قرارة نفسه أنّ لسعودية ما كانت يوماً مع اسم من الاسماء، بل كانت دوماً وأبداً مع الدولة اللبنانية، مع الشعب اللبنانب وطموحاته.
لا يمكن للرئيس نجيب ميقاتي أن يعود لرئاسة الحكومة بهذه الروحية والنفسية. هو يحتاج للعودة إلى ما كان عليه من هدوء سياسي وتبصّر وبصيرة قبل العودة إلى السراي.
أمران على الرئيس نجيب ميقاتي أن لا يغفلهما في هذه المرحلة الدقيقة:
– الاول، ان اسقاط حكومة نواف سلام ليس بالأمر السهل، والافضل أن يعتاد الاعتياش على أنّ نواف سلام باقٍ في السراي أقله إلى ما بعد الانتخابات النيابية، حين تصبح حكومته مستقيلة بفعل الدستور، وتتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال حتى تسمية رئيس جديد للحكومة. والرئيس ميقاتي أخبر اللبنانيين بتصريف الاعمال، والمدة التي يمكن أن تطول.
– الثاني، أنّ الرئيس نواف سلام إن لم يأتِ على رأس حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، فمن المؤكد أنّ حظوظ الرئيس ميقاتي ليست بكبيرة، إن لم تكن أقل من ضئيلة؛ فهناك أسماء أخرى تمتلك حظوظاً كبيرة وفي مقدمتها اسم كبير كبير جداً.
عندما يغرق السياسي بمنطق الانتقام، يفقد تركيزه السياسي وحسه السياسي. والأهم الأهم يفقد حظوظ نجاحه السياسي.
المصدر: أيوب