قدّم خارطة طريق متكاملة للحكومة قبل الاستراتيجية الدفاعية | قاسم: نزع السلاح يعني نزع أرواحنا

رفع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السقف في موقفه المتشدّد بـ«عدم التخلي عن السلاح الذي يحمينا من عدوّنا»، مؤكّداً «أننا لن نترك إسرائيل تسرح وتمرح».
وشدّد على أنّ «من أراد أن ينزع هذا السلاح، يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا، عندها سيرى العالم بأسنا»، مؤكّداً أنّ «إسرائيل قد تحتل وتدمّر وتقتل، لكننا سنواجهها دفاعاً وتضحية، كي لا تستقرّ ولا تحقق أهدافها».
ودعا الحكومة إلى موقف شجاع والتراجع عن قرارها – الخطيئة بسحب السلاح، مقدّماً لها خارطة طريق واضحة: «تبدأ بإخراج العدو من أرضنا وإيقاف العدوان والإفراج عن الأسرى والبدء بالإعمار، ثم بعد ذلك تعالوا إلى الاستراتيجية الدفاعية»، لافتاً إلى أنّ «استعادة السيادة هي الأولوية على ما عداها، لأن البديل عن المقاومة هو الاستسلام لإسرائيل والتخلّي عن إمكاناتكم وقدراتكم».
وركّز قاسم في كلمته التي ألقاها أمس بمناسبة الاحتفال التأبيني للعلامة السيد عباس الموسوي على موضوع السلاح ومواجهة العدو الصهيوني.
فأعلن أنّ «الحكومة اتخذت القرار الخطيئة بتجريد المقاومة وشعب المقاومة من السلاح، أثناء وجود العدوان الإسرائيلي ونواياه التوسّعية بإشراف أميركي آثم»، وشدّد على أنّ «هذا القرار غير ميثاقي، واتُّخذ تحت الإملاءات الأميركية الإسرائيلية». وقال: «إذا استمرت الحكومة بهذه الصيغة، فإنّها ليست أمينة على سيادة لبنان، إلا إذا تراجعت عن قرارها، والتراجع فضيلة
.أما الحركة الأميركية التي نراها، فهي لتخريب لبنان ودعوة إلى الفتنة»، مضيفاً: «أميركا تفرض عقوبات على لبنان وتحرمنا من الغاز وتعمل ليلَ نهارَ لمنع إعادة الإعمار ومجيء المساعدات من الدول المختلفة التي أعلنت جهاراً بأنها حاضرة لدعم لبنان.
أميركا تعطي سلاحاً للجيش اللبناني بمقدار تمكّنه من أن يقاتل داخلياً، ولكنه ممنوع من السلاح الذي يمكن أن يقاتل إسرائيل، وهي تمنع عنه السلاح الذي يحمي الوطن. كل المفاسد والخلخلة والانهيار الذي حصل منذ عام 2019 كانت برعاية أميركية وبإشرافها. وأميركا التي تعبث بلبنان ليست موثوقة، بل هي خطر عليه».
بمقدورنا مواجهة إسرائيل… ولا لمسار التنازلات «خطوة بخطوة»
وقال: «تريدون نزع السلاح الذي حرّر وبسط السيادة، أوقفوا العدوان. تريدون مواجهة من حرّر، بدل أن تقفوا وراءه وتكافئوه وتستعينوا به»، مشدّداً على «أننا لن نتخلى عن السلاح الذي أعزّنا، ويحمينا من عدونا ولن نترك إسرائيل تسرح وتمرح في بلدنا وتقتل المقاومين وتصادر الجنوب. اعلموا أن إسرائيل لا تخدم من يخدم مشروعها.
وهذه تجربة (أنطوان) لحد و(سعد) حدّاد موجودة أمامنا، لذلك دعونا نتعاون، لدينا أنصار كثر يزيدون عن نصف الشعب اللبناني، فضلاً عن القوى السياسية المؤثّرة. هم معاً لحماية السلاح من أجل حماية لبنان ومقاومته وأهله. ومن أراد أن ينزع هذا السلاح، يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا، عندها سيرى العالم بأسنا، وهيهات منّا الذلة».
وقدّم قاسم خارطة طريق تبدأ «بإخراج العدو من أرضنا وإيقاف العدوان والإفراج عن الأسرى والبدء بالإعمار، ثم بعد ذلك تعالوا إلى الاستراتيجية الدفاعية».
وذكّر بما قاله البعض بسياسة خطوة خطوة على أن يبدأ الحزب الخطوة الأولى، وسأل: «كلّ ما قدّمناه خلال 8 أشهر بعد إعلان وقف إطلاق النار، اسمه خطوة؟». وأكّد أن «إسرائيل وأميركا ليستا محل ثقة. لذلك لا خطوة خطوة، ولا لهذا المسار الذي يدعو إلى التنازلات. فلينفّذوا الاتفاق، وليقوموا بما عليهم، ثم بعدها نناقش الاستراتيجية الدفاعية».
وتوجّه قاسم إلى الحكومة بالقول: «التزموا بما اتفقنا عليه ونحن نلتزم بما عهدتمونا. ألزموا إسرائيل، لا تعرّضوا أكتافكم وتقولوا: ضاغطين علينا، بل ردّوا عليهم بأنكم لستم قادرين وبأن الوضع صعب.
أصلاً من يطلب منكم أن تتصدوا وأنتم لستم أهلاً لذلك. هل يُعقل أن يطلبوا منكم قتل أهلكم وبلدكم وتعطيل قوّتكم وأن تقولوا لهم سمعاً وطاعة، ومن الشرف أن تقولوا لهم إنكم غير قادرين كي لا يظهر في المرحلة المقبلة أنكم فعلاً غير قادرين، لا تخافوا على الكراسي، إذ إنّ كراسيكم محفوظة ولن يجدوا غيركم أو أفضل منكم.
إذا كنتم أبطالاً وشجعاناً، تأكّدوا أنهم سيُحرمون من أي موقف آخر من أي جهة أخرى. وعلى كل حال، حتى لو جاء غيركم، لن يستطيع أن يفعل شيئاً. لذلك كونوا شجعاناً وقفوا. نحن نشدّ على أيديكم بهذا الموقف العزيز. سنكون معكم. نعمّر وطننا معاً بإمكاناتنا وبقدراتنا».
الحل باستعادة السيادة
وأكّد قاسم أن «لبنان بحاجة إلى استعادة سيادته على أرضه، كل المشاكل التي نعانيها هي من العدو الإسرائيلي ومن الاحتلال، ومن الداعم الأميركي الذي يظلّل كل الأذى للبنان، وحل المشاكل يبدأ باستعادة السيادة الوطنية، يعني بوقف العدوان بشكل كامل، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وبداية الإعمار وإطلاق الأسرى»، لافتاً إلى أنّ الحكومة مسؤولة عن وضع خطة سياسية، إعلامية، عسكرية، تعبوية، من أجل تحقيق السيادة التي تُعدّ أولوية على ما عداها».
ودعا الحكومة إلى «جلسات مناقشة مكثّفة لكيفية استعادة السيادة، ودراسة الخطط والبرامج. فكّروا كيف تستعيدونها بالدبلوماسية، وتسليح الجيش اللبناني، وقرار الحرب والسلم، واستراتيجية الأمن الوطني، والاستراتيجية الدفاعية، وكل ما يساعد على أن تستعيد الحكومة سيادة هذا البلد. كما دعا «الأحزاب والنخب والمؤثّرين إلى مساعدة الحكومة في طريقة التفكير وإنجاز الخطط، فخصّصوا هذا الأسبوع لتقديم المقترحات واملأوا الشاشات والإعلام بالمطالبة بالسيادة لكي تشعر الحكومة أننا معها وأنّها مسؤولة».
وردّ قاسم على ما يقوله بعض الأحزاب والمحللين بأنّ المقاومة أدّت وظيفتها، فقال: «المقاومة هي للدفاع والتحرير، هي شعب وأهالٍ، وهي إيمان وإرادة ووطنية وشرف وعزة وصمود، وهي معاكسة تماماً للذل والاستسلام، والخضوع، وقبول الإملاءات الأجنبية. المقاومة ليست جيشاً لدولة، بل هي نصير لجيش الدولة الوطني، وهي ليست بديلاً عنه وإنّما تساند وتساعد فقط ليبقى الجيش هو المسؤول الأول في الدفاع عن الوطن».
وشدّد على ضرورة تسليح الجيش ودعمه وتحميله المسؤولية، لأنّه يجب أن يحمي البلد، أما المقاومة فهي عامل مساعد».
وأضاف: «بناءً على هذا التعريف، المقاومة لم تفقد وظيفتها بعدما قالوا إنّ المقاومة لا تحمي من العدوان، ولكن الأصح أنها نشأت لتواجه هذا العدوان». وقال: «أمامنا مقاومة عظيمة استطاعت ردع إسرائيل منذ عام 2006 وحتّى عام 2023 بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وقبلها، عام 2000، خرجت إسرائيل من دون اتفاق، ومن دون قيد أو شرط. إذاً، المقاومة استطاعت تقديم إنجازات استثنائية لم نرَها قبل ذلك». وأكّد أنّ «البديل عن المقاومة هو الاستسلام لإسرائيل والتخلي عن إمكاناتكم وقدراتكم».
وأعلن أنّ «إسرائيل قد تحتل وتدمّر وتقتل، لكننا سنواجهها دفاعاً وتضحية، كي لا تستقر ولا تحقق أهدافها. وهذا بمقدورنا، وهذا مستمر. ولولا المقاومة، لوصلت إسرائيل إلى بيروت كما وصلت إلى دمشق»، مشيراً إلى أنّ إسرائيل مكتفية بالتلال الخمس، والتي صارت سبعاً، لأن المقاومة الموجودة تردعها عن الأكثر، كما ردعتها عن التقدم، وكما ردعتها من أن تتمكن من الاجتياح الواسع، مؤكداً أنّ «وظيفة المقاومة اليوم أعلى وأكبر وأشد، وستبقى سداً منيعاً لمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها بالبقاء في لبنان ومشروعها التوسعي من خلال لبنان».
معركة «فجر الجرود»
وتطرّق قاسم إلى ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، معاهداً إياه أن «نبقى تحت هذا اللواء ونهج المقاومة». وتحدّث أيضاً عن الذكرى الثامنة لتحرير جرود عرسال في معركة «فجر الحدود»، التي قام بها الجيش بالتعاون مع حزب الله، منوّهاً بدور رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون الذي «اتّخذ بجرأة وشجاعة، قرار المعركة رغم الضغوطات الأميركية لرفض التعاون بين الجيش والمقاومة في المعركة، لكنه أصرّ على خوض المعركة، وحصل التنسيق بين حزب الله وقيادة الجيش اللبناني، المتمثّلة يومها بالقائد العماد جوزيف عون، الذي تعاون بشكل كامل».
ورأى قاسم أنّ «هذه المعركة هي نموذج من نماذج الاستراتيجية الدفاعية التي تجعل المقاومة سنداً للجيش اللبناني في التحرير وفي إنجاز المهمات العظيمة.».
واستنكر قاسم الاعتداءات الإسرائيلية على اليمن، وأكّد أنّ «إسرائيل التي تقوم بالإبادة في داخل غزة أمام مرأى العالم، هل يُتوقّع منها إلا أن تكون بهذا الإجرام في اليمن؟ ولكن وسيُسجّل لليمن بأنه كان الوحيد الواقف بهذه الصلابة وبهذه العزة لنصرة أهل غزة ونصرة فلسطين».
الاخبار