اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

لماذا تغيّب «MEA» العراق عن خريطة الإجلاء؟

ندى أيوب

مئات اللبنانيين لا يزالون عالقين في العراق منذ أكثر من عشرة أيام، نتيجة تعثّر حركة الطيران في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران.

ورغم مرور كل هذا الوقت، لم تُسجَّل أي مبادرة من شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) لتسيير رحلات إجلاء تنقل هؤلاء المواطنين إلى لبنان، علماً أنها كانت قد وعدت في بداية الأزمة بإعطاء الأولوية لإجلاء العالقين بعد انتهاء إعادة الحجاج من السعودية، وهي عملية انتهت بعد أيام قليلة على اندلاع الحرب.

رغم ذلك، لا مؤشرات واضحة حتى اللحظة إلى أنّ «MEA» ستبادر في القريب العاجل، ما يطرح علامات استفهام حول السبب الحقيقي لتأخّر الاستجابة في ملف إنساني ووطني بهذا الحجم.

وفيما ينتظر مئات اللبنانيين في مطار البصرة بقلق وفي ظروف صعبة، تتّجه الأنظار إلى المعنيين في الدولة، وخصوصاً وزير الأشغال العامة والنقل، فايز رسامني، لوضع هذا الملف على جدول أولوياته.

حتى اليوم، اللبنانيون الذين عادوا من العراق إلى بيروت تمكّنوا من القيام بذلك بفضل مبادرة الدولة العراقية التي وفّرت طائرات لإجلاء رعاياها، ما أتاح للّبنانيين فرصة العودة على متن هذه الرحلات أيضاً.

وهكذا، وبمحض المصادفة، استطاع أكثر من ألف لبناني العودة عبر الطائرات العراقية، في ظلّ غياب أيّ رحلات إجلاء مباشرة من شركة الطيران الوطنية.

تسيّر الشركة
رحلات إلى مطار
الكويت الذي
لا يبعد كثيراً عن البصرة


واللافت أنه حتى هذه العملية لم تبدأ إلا بعد مرور خمسة أيام على اندلاع الحرب. ورغم الحاجة الملحّة لإجلاء المواطنين العالقين، لم تبادر «MEA» أو وزارة الأشغال إلى وضع العراق على جدول أولوياتها، بل بدا أنّ تركيزها انصبّ على دول أخرى، في وقتٍ كان عشرات اللبنانيين يفترشون أرض مطار البصرة بانتظار مَن يلتفت إليهم.

ويُثير تعاطي الشركة مع ملف الإجلاء الاستغراب. فقد طلبت من اللبنانيين الموجودين في أربيل التوجّه برّاً إلى ديار بكر في تركيا، لنقلهم من هناك إلى بيروت.

أمّا العالقون في بغداد والنجف وسواهما من المناطق العراقية، فقد توافدوا إلى مطار البصرة باعتباره المرفق الجوي الأنسب والوحيد حالياً القادر على تأمين مسار جوي آمن نسبياً نحو بيروت، عبر مسار: العراق – الكويت – السعودية – خليج العقبة – مصر – البحر المتوسط – قبرص – لبنان.

لكن، رغم ذلك، لم تُسجّل أي رحلة لطيران الشرق الأوسط إلى مطار البصرة، في وقت وصلت فيه طائراتها إلى مطار الكويت، الذي لا يبعد كثيراً عن البصرة.

ما زاد من التساؤلات حول معايير الشركة في اختيار وجهات الإجلاء، وأسباب تجاهلها لمطار يوفّر إمكانية عملية وواقعية لإعادة مئات اللبنانيين المنتظِرين منذ أيام.

تجدر الإشارة إلى أنّ إيجاد حلّ للعالقين في العراق يشكّل مفتاحاً لحلّ أزمة اللبنانيين العالقين في إيران أيضاً، لا سيّما أولئك الذين نجحوا – أو يحاولون في الأيام المقبلة – العبور برّاً إلى العراق بعد توقّف الملاحة الجوية في إيران.

وقد لجأ مئات اللبنانيين في إيران إلى وسائل نقل خاصة لعبور الحدود البرّية نحو العراق، مع ما يرافق ذلك من تكاليف باهظة، ومخاطر أمنيّة وجسدية، وإرهاق شديد.

إذ تستغرق الرحلات البرّية بين إيران والعراق بين 15 و17 ساعة. وتتفاقم المأساة مع اضطرار العالقين – سواء القادمين من داخل العراق أو من إيران – إلى المكوث في مطار البصرة لأيام متواصلة، إذ لا يمكنهم مغادرته نظراً إلى أنّ حجز التذاكر يتمّ حصراً بالحضور الشخصي، ما يجبرهم على الانتظار والمبيت في المطار في ظروف قاسية.

من جهة ثانية ناشد ثلاثة شبان لبنانيين عالقين في رومانيا السلطات اللبنانية مساعدتهم للعودة إلى لبنان.

ويقول هؤلاء أنّهم حاولوا عبثاً التواصل مع وزير الخارجية يوسف رجّي مرّات عديدة. كذلك تواصلوا مع السفارة اللبنانية في رومانيا، وعندما أجاب الموظف على اتصالاتهم بعد أيام، أبلغهم بأنّ السفارة ليس بمقدورها فعل شيء لإعادتهم، ولا توجيهات لديها في هذا الخصوص.

الأخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى