حجب «الغاز الإسرائيلي» عن مصر: تداعيات التوتّر الإقليمي تتكاثر

القاهرة | في ظل استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، منذ الجمعة الماضي، تبدو الجهود المتعلقة بغزة في حالة «حركة نشطة»، لكنها لا تزال تصطدم بـ«عقبات جوهرية»، وفقاً لمصادر مصرية مطّلعة على الاتصالات التي تقوم بها القاهرة لـ«إحياء المقترحات المطروحة وتطويرها بما يتماشى مع المستجدات الميدانية». وفي هذا الإطار، جاء الحديث عن إدخال تعديلات على مقترح المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بما يجعله «أكثر قبولاً لدى الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، وبما يعزز فرص الوصول إلى صيغة واقعية لوقف إطلاق النار»، وفقاً للمصادر.
وتُعنى التعديلات المطروحة بـ«إدخال ضمانات بالتزام الأطراف بوقف النار، وتوسيع آليات إدخال المساعدات، وربما ترتيبات أولية تسمح ببدء نقاش حول مرحلة ما بعد الحرب». ومن المتوقّع، وفقاً للمصادر، أن تشهد الأيام القليلة المقبلة «خطوات عملية في هذا المسار، مع استمرار التشاور حول الدعوة إلى اجتماع رفيع المستوى في شرم الشيخ، تشارك فيه أطراف رئيسية، لوضع اللمسات الأخيرة على أي تفاهم محتمل».
أكّدت تل أبيب للقاهرة وعَمان أنها «تلتزم باستئناف ضخّ الغاز بمجرد تحسّن الوضع»
إلا أن تلك المؤشرات، حتى الآن، لا توحي بأن الحسم بات وشيكاً، وفقاً للقاهرة التي تعتبر أن الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران «ألقت بظلالها على مسارات التهدئة في غزة، فيما باتت تشكل عاملَ ضغط إضافياً على الأطراف الراعية للتهدئة»، وعلى رأسها القاهرة التي تحضّ على «منع تدحرج التصعيد إلى ساحات أخرى على نحو يصعب احتواؤه، ويمسّ باستقرار المنطقة بأسرها»، بحسب المصادر.
وفي وقت يسعى فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لفرض معادلة جديدة، تجعل من استمرار الضغط العسكري وسيلة لانتزاع تنازلات من طهران، تنقل المصادر عن دبلوماسيين مصريين قولهم إن «إيران طالما لم تهاجم مصالح أميركية علناً، فلن تدخل الولايات المتحدة في الحرب حتى مع الاستنفار والرسائل المتضاربة التي يرسلها ترامب، الذي لا يرغب في الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تكون عواقبها غير محسوبة». وفي المقابل، يرى الدبلوماسيون أن «طهران تصرّ على الصمود وعدم تقديم ما تعتبره تنازلات تحت الضغط، في وقت تواجه فيه تحديات داخلية واقتصادية متصاعدة تزيد من صعوبة موقفها».
ويشير هؤلاء إلى أن ملف الغاز كان بدوره شاهداً على «مدى تشابك هذه الأزمات التي تعيشها المنطقة»، لافتين إلى أن «تل أبيب أبلغت القاهرة وعمّان، في اتصالات مكثّفة خلال اليومين الماضيين، أن توقف الإمدادات إلى مصر والأردن كان نتيجة مباشرة للظروف الأمنية المرتبطة بالحرب، وليس بفعل رغبة إسرائيلية في استخدامه كورقة ضغط». وفيما كانت مصر قد ضخّت من احتياطات الغاز لديها لدعم احتياجات الأردن، لمنع وقوع أزمة طاقة حادّة داخل المملكة، لا تزال المصانع المصرية متوقّفة نتيجة وقف إمدادات «الغاز الإسرائيلي، الذي أكّدت تل أبيب أنها تلتزم باستئناف ضخّه بمجرد تحسّن الوضع»، وفقاً للمصادر نفسها.