اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

بلدية شبعا على شفير الحل

لينا فخر الدين

لم تُنتج الانتخابات البلدية في شبعا إلّا مزيداً من الشرذمة، بين اللائحتين المتنافستين «شبعا هويتي» برئاسة درويش السعدي، و«ما حدا أكبر من ضيعته» برئاسة آدم فرحات، اللتين فازتا بحُصّتين متساويتين: 9 أعضاء بـ 9 أعضاء. ونتيجة لعدم قدرة أيّ من الطرفين على انتخاب رئيس للبلدية من فريقه، أُرجئت جلسة انتخاب الرئيس التي كانت مُقررة في مكتب قائمقام حاصبيا رواد سلّوم.

وآثرت معظم فاعليات شبعا، كنائبها قاسم هاشم ومفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، عدم التّدخل لعدم ترجيح كفّة طرف على آخر، مع الإشارة إلى أن البعض يتّهمُهما بدعم «شبعا هويتي».

أمّا قيادة تيار المستقبل، فتبدو مُحرجة على اعتبار أن السعدي هو منسقها في المنطقة، وفرحات ومعه عرّابو لائحته ليسوا بعيدين من «التيار الأزرق»، وعلى رأسهم مرشح «المستقبل» في الانتخابات النيابية لعام 2018، عماد الخطيب، الذي كان يتولى التفاوض مع الفريق الثاني.

انتهت المفاوضات بين اللائحتين الفائزتين بالتعادل، برفضهما الحلول التوافقية


ذلك كلّه صبّ الزيت على نار الأزمة البلدية. ولم تصل المفاوضات التي استمرت حتى نهاية الأسبوع الماضي إلى صيغة توافقية، بعدما رفض أعضاء لائحة «شبعا هويتي» ترؤس فرحات للبلدية لثلاث سنوات (نصف الولاية)، مُفضّلين طرحاً أقرب إلى «لا غالب ولا مغلوب» يقوم على استبعاد فرحات عن الرئاسة، واختيار عضو من لائحته رئيساً لست سنوات، على اعتبار أن السعدي لم يتمّكن من الفوز، وحتى لا يُصوّر الأمر انتصاراً ساحقاً لفرحات على السعدي.

وينص الطرح أيضاً على تبني ترشيح فرحات لرئاسة اتحاد بلديات العرقوب. لكن رئيس لائحة «ما حدا أكبر من ضيعته» رفضه، وأصرَّ على ترؤس البلدية، على أن تختار لائحة «شبعا هويتي» رئيساً من أعضائها بعد ثلاث سنوات. كما اعتبر أن تبني ترشيحه لرئاسة الاتحاد، الذي يضمُّ سبع بلديات، «غير واقعي» لعدم القدرة على حسم النتيجة مسبقاً.

استقالة… للمرواغة؟
الأخذ والردّ استمرّا لأيام، قبل أن يعلن أعضاء لائحة «ما حدا أكبر من ضيعته» التسعة استقالاتهم، بعد توقيعها عند الكاتب بالعدل الأحد الماضي، من دون أن يتمكّنوا من تقديمها رسمياً، بسبب إقفال الدوائر الرسمية. وهو ما أثار بلبلة في شبعا، كون قبول هذه الاستقالات يعني حتماً حلّ المجلس البلدي قبل البدء بعمله، وسط اتهامات للأعضاء المُستقيلين بـ«المراوغة وأنهم تقصّدوا تقديمها في يوم عطلة رسمية».

وعليه، أدارت بعض شخصيات المنطقة محرّكاتها لمنع إطاحة المجلس، وبدأت الاتصالات لمحاولة استمالة أحد الأعضاء المحسوبين على لائحة «شبعا هويتي». وتشير المعلومات المتوافرة إلى أن مجموعة فرحات تمكّنت من استقطاب محمد قاسم حمدان في اجتماعٍ عقد في منزله أوّل من أمس. وبينما يؤكد البعض أن الأخير وُعد بالرئاسة في النصف الثاني من الولاية البلدية، فإن مقربين من فرحات يؤكّدون أن حمدان لم يحسم قراره بشأن تسلّمه الرئاسة، تاركاً الأمر إلى ما بعد انقضاء ولاية فرحات (الثلاث سنوات الأولى).

في المقابل، يلفت بعض أعضاء لائحة «شبعا هويتي» إلى أن حمدان لم يُبلغهم أنه سيُصوّت لفرحات بعد، وإن كانت كلّ الإشارات تجزم بذلك. ويؤكد هؤلاء أن اتصالاتهم معه لا تزال مُستمرّة، وأنه سيتم الكشف عن قراره خلال جلسة انتخاب الرئيس، التي ستُعقد بعد غد الجمعة، في مكتب قائمقام حاصبيا.

وفي أثناء ذلك، عقدت عائلة حمدان اجتماعاً قرّرت فيه أن يكون محمد قاسم حمدان إلى جانب عضو المجلس البلدي المحسوب على لائحة «ما حدا أكبر من ضيعته»، خضر حسين حمدان، أي التصويت لفرحات.

الاخبار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى