اخر الاخبار

أزمة المياه والنفايات في بعلبك: مسؤولية جماعية تحتاج إلى وعي وتعاون (بقلم: نور رعد)


بقلم: نور رعد

مقدمة:
تعاني مدينة بعلبك اليوم من أزمات بيئية متفاقمة تهدد جودة حياة سكانها. من جفاف منابع المياه في منطقة بياضة – رأس العين، إلى نفوق الأسماك والبط، وتراكم النفايات في الشوارع والأحياء، تتدهور الأوضاع الصحية والبيئية بشكل خطير.

المجلس البلدي موجود، لكن الأزمات ما تزال مستمرة، والحلول تحتاج إلى تعاون مشترك بين البلدية والأهالي. هذا المقال دعوة لفهم الواقع والعمل معًا من أجل مدينتنا التي تستحق أفضل.
المشاكل البيئية الأساسية

1. أزمة المياه: جفاف يهدد الحياة
تعاني منطقة رأس العين، من أهم مصادر المياه في بعلبك، انقطاعًا شبه كامل للمياه، خصوصًا في حي البياضة. هذا النقص الحاد في المياه دفع الأهالي إلى شراء صهاريج بأسعار مرتفعة، ما يثقل كاهلهم اقتصاديًا.

الأمر لا يقتصر على شح المياه فقط، بل تجاوز ذلك إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والبط في المنطقة بسبب جفاف البرك والمجاري المائية، مما ينذر بكارثة بيئية تهدد التنوع الحيوي والصحة العامة، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
2. أزمة النفايات: تراكم يهدد الصحة العامة
تتفاقم أزمة تراكم النفايات في شوارع بعلبك وأحيائها، حيث تنتشر أكوام القمامة في الطرقات، مسببة روائح كريهة وجاذبة للحشرات والقوارض. هذا الوضع يشكل خطرًا مباشرًا على صحة السكان، لا سيما في فصل الصيف الذي يعزز من تكاثر البكتيريا وانتشار الأمراض.

غياب نظام فعّال لإدارة النفايات يفاقم المشكلة، ويؤدي إلى تدهور المشهد الحضري ويؤثر سلبًا على جودة الحياة والسياحة المحلية.
الحلول المطلوبة: خطوات بلدية مدعومة بالمشاركة الشعبية

لحل هذه الأزمات المتشابكة، يجب اتباع خطة تدريجية ومتزامنة تشمل:

تحسين شبكة توزيع المياه: على البلدية التنسيق مع مصلحة مياه البقاع لإصلاح الأعطال في شبكة المياه وتوزيعها بشكل عادل، مع تأمين مصادر بديلة لتزويد المناطق المتضررة.

إنشاء نظام متكامل لإدارة النفايات: يشمل جمع القمامة بشكل منتظم، توفير حاويات كافية، وتحفيز الفرز من المصدر (المنزل) لتقليل حجم النفايات المرمية.

تنظيم حملات توعية وتطوعية: تشجيع المبادرات المجتمعية لتنظيف الأحياء بالتعاون بين البلدية والمواطنين، مع دعم الجهات المحلية والمنظمات غير الحكومية.

توفير بنية تحتية صديقة للبيئة: الاستثمار في مراكز معالجة وتدوير النفايات لتقليل الأثر البيئي.
مسؤوليتنا جميعًا.

بعلبك مدينة عريقة، وهي بحاجة إلى وقفة جدية من الجميع. لا يمكن للبلدية وحدها أن تواجه هذه التحديات، ولا يستطيع المواطنون حلها بدون دعم مؤسساتي.

> فلنكن شركاء حقيقيين في حماية مدينتنا:

المواطن: يبدأ بالوعي، المحافظة على النظافة، وفرز النفايات، والمشاركة في المبادرات.

البلدية: الالتزام بتحسين الخدمات، تنفيذ الخطط البيئية، والتواصل المستمر مع السكان.

بالتعاون والعمل المشترك، يمكننا إعادة بعلبك إلى مكانتها كمدينة نظيفة وصحية، تستحق أن نعيش فيها بكرامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى