التمديد لليونيفيل بين عون وبرّي.. بدعم فرنسي وتردّد أميركي

تقدَّم الوضع في الجنوب على ما عداه من انشغالات رسمية ودبلوماسية وعسكرية، ولا سيما لجهة مصير التمديد لمهمة جنود حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل)، وسط تجاذب داخل أركان اللجنة الخماسية، والدول الاعضاء في مجلس الامن، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية التي لا ترغب بالتمديد وفرنسا التي تدعم «اليونيفيل» بالمهام المعمول بها حالياً..
في هذا الوقت، تقدَّم النشاط الدولي على احتواء التصعيد الاسرائيلي المعادي، الذي حضر بقوة في اللقاء الذي عقد في بعبدا بين الرئيسين جوزف عون ونبيه بري، والذي وصفه رئيس المجلس بالجيد والممتاز، والذي تطرَّق الى مجمل الوضع العام في البلاد، لا سيما في الجنوب، والجهود الجارية للتمديد لليونيفيل ولاية جديدة..
وقالت مصادر مطَّلعة لـ«اللواء» ان لقاء الرئيسين عون وبري اندرج في اطار التنسيق بين الرجلين هو سلسلة ملفات وقالت ان هذا الاجتماع اعطى الانطباع بأن قنوات التواصل بينهما مفتوحة، مشيرة الى ان ما من ملف محدد بحث انما عدد من القضايا لاسيما ما يتصل بالوضع في الجنوب ومسألة السلاح الفلسطيني وبعض الامور التي يعمل على معالجتها.
الى ذلك، أوضحت هذه المصادر ان العلاقة بين الرئاسات الثلاث تسير على ما يرام وما من تباين في المقاربات الأساسية وبالتالي اي لقاء ثنائي ينعقد لا يعني فتورا في العلاقات بين احد الرئاستين، مشيرة الى ان هناك ملفات تستوجب متابعتها بين الرئيسين عون وبري في المرحلة المقبلة.
وسط ذلك، انهى بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئيس نواف سلام، الجدل والاستغلال الذي يتعلق بموقفه من عملية السلام، رداً على المقاطع المجتزأة عمداً من المقابلة التي أجراها الرئيس سلام مع قناة سي أن أن والتي يتم ترويجها على بعض وسائل التواصل الاجتماعي. يدعو المكتب الاعلامي للرئيس سلام الى ضرورة مشاهدة المقابلة بشكل كامل وعدم الاجتزاء منها ووضعها في سياقات خاطئة، وفقا لما جاء في البيان، مضيفاً:ويجدد الرئيس سلام تأكيد موقفه الواضح أن وحده السلام المقبول هو السلام العادل والشامل المستند إلى مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت والتي تقوم على حلّ الدولتين.
إن مواقف الرئيس سلام واضحة ولا تحتمل التأويل أو التحوير وهي أن لبنان يلتزم بالثوابت العربية وأن أي تطبيع لا يمكن أن يأتي إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، وليس مجرد الاتفاق على مسار.
وتزاحمت امس النشاطات الرسمية والسياسية والامنية في الجنوب، عشية زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون الى العراق غدا الاحد، في زيار وصفتها مصادر رسمية لـ «اللواء بأنها لشكر القيادة العراقية (ممثلة برئيسي الجمهورية والحكومة) على الدعم العراقي المستمر للبنان لا سيما في مجال توريد الفيول لزوم معامل الكهرباء، والبحث في تعزيز العلاقات الثنائية وسبل معالجة بعض الامور العالقة (مثل تسديد ثمن الفيول).
وكان البارز في حركة الامس، ما أعلنته الرئاسة اللبنانية «أن رئيس الجمهورية أطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقائهما على نتائج زياراته إلى الخارج، وأجريا تقييماً للانتخابات البلدية والاختيارية، وتطرقا إلى الوضع في الجنوب ومسألة التمديد لـ «اليونفيل»، كما بحثا في إمكانية فتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
ورجحت مصادر ان يكون اللقاء تطرق الى السجال بين الرئيس سلام وحزب االله.
وكان الرئيس بري قد زار الرئيس عون وقال بعد مغادرته: الاجتماع مع الرئيس عون كان ممتازاً.
وعلمت «اللواء» ان موضوع التجديد لقوات اليونيفيل اخذ حيِّزاً مهماً من اللقاء، في ضوء التسريبات عن توجه اميركي لتعديل وتوسيع مهامها وصلاحياتها، بينما سبق ان طلب لبنان رسمياً من الامم المتحدة التمديد الروتيني من دون اي تعديلات على قرار التمديد. كما جرى التأكيد على فتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب بعد انتهاء العقد العادي، من اجل إقرار العديد من القوانين الملحَّة ولمهمة لا سيما ما يتعلق منها بالاصلاحات.
وفي السياق، ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن فرنسا ابلغت لبنان دعمها لموقفه لجهة المطالب بالتجديد لقوات حفظ السلام في الجنوب (اليونيفيل) في حين تدعم واشنطن موقف اسرائيل، وتقترح الاستغناء عنها بتوسيع مهام لجنة المراقبة بعد ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل.