إلى هذا الحد أصبحت إسرائيل تستهين بالعرب والمسلمين؟

أبو شريف رباح
منذ توقيع اتفاقيات إبرهايم والتطبيع العلني بين بعض الدول العربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي بدا المشهد وكأن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من العلاقات قيل حينها إنها ستقود إلى السلام والاستقرار والازدهار، ولكن الواقع على الأرض أثبت عكس ذلك تماما بل كشف عن وجه أكثر وقاحة لسياسات الاحتلال عنوانه الاستعلاء والازدراء بالعرب والمسلمين دولا وشعوبا.
فهل من مظاهر السلام والاستقرار أن يمنع كيان الإحتلال الإسرائيلي وفدا من وزراء الخارجية العرب من دخول مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية؟
وهل من احترام للسيادة أو الكرامة أن تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا دون رادع أو محاسبة أو التهديد بإلغاء التطبيع والاعتراف بالكيان، بل باتت الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي العربية مشهدا يوميا مألوفا لا يقابل إلا بالصمت والتجاهل العربي والإسلامي والدولي.
فلقد تحولت اتفاقيات التطبيع التي وعدت بأنها ستجلب التنمية والازدهار إلى غطاء لتغول الاحتلال بجرائمه وعدوانه، فما الذي جلبه التطبيع للعرب؟ غزة تجوع والضفة تستعمر وتقسم، ولبنان يقصف، وسوريا تستباح، واليمن يضرب من ثلاثة دول أميركا وبريطانيا وإسرائيل وسط تواطؤ دولي وسكوت عربي.
وفي القدس، المقدسات تدنس والمستوطنون يستبيحونها ويعيثون فسادا في الحرم القدسي، فيما يظهر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في أنفاق تحت المسجد الأقصى وكأنه يبعث رسالة تحد واضحة للعرب والمسلمين تقول ان هذه الأرض لنا وليس لكم شيء.
أما العالم العربي والإسلامي، فقد اكتفى بالصمت أو البيانات الروتينية التي لا تسمن ولا تغني فيما يقف المجتمع الدولي شاهد زور على حرب الإبادة الجماعية والتجويع وعلى مخطط التهجير الذي ينفذ بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة خدمة لمشاريع اقتصادية كـ”مشروع ترامب السياحي” المزعوم.
إزاء كل هذا يُطرح السؤال المؤلم والحتمي، إلى متى ستبقى إسرائيل تستبيح الأرض والكرامة العربية والإسلامية؟ وإلى متى تبقى علاقاتنا مع من يحتل أرضنا؟ والى متى نبقى نتسامح مع من يُمعن في إذلالنا؟ وهل يُعقل أن يكافئ المحتل على تماديه؟ لقد آن الأوان لمراجعة حقيقية وشجاعة لما آلت إليه السياسات العربية والإسلامية فالأمن لا يبنى على الاستسلام والخنوغ، والسلام لا يُصنع مع قتلة الأطفال والنساء والشيوخ، والكرامة لا تستعاد بالتطبيع والعلاقات مع إسرائيل.