معركة على رئاسة اتحادَيْ بلديات البقاع الغربي

سامر الحسيني
ما إن أُغلِقَت صناديق الاقتراع في البقاع الغربي، حتى انطلقت معركة جديدة على رئاسة اتحادَيْ بلديات القضاء، لتعيد خلط الأوراق في المنطقة.
وفي ظل غياب المعارك السياسية التقليدية نتيجة عزوف تيار المستقبل، برز التنافس الشخصي بين رؤساء البلديات كعامل حاسم، ولا سيما في المواجهة المرتقبة على رئاسة اتحاد بلديات السهل بين رئيس بلدية المرج عمر علي حرب، ورئيس بلدية غزة محمد المجذوب. وفيما يقف النائب حسن مراد خلف المجذوب، تتعزز القناعة بأن الصراع يتجاوز الأسماء إلى العداوة «المستحكمة» بين آل مراد وآل حرب.
المفارقة أن المجذوب نفسه سبق أن ترأّس الاتحاد عام 2010 بدعم من تيار المستقبل، بعد معركة خاضها آنذاك ضد الوزير السابق عبد الرحيم مراد، والد النائب الحالي. إلا أن مراد الابن يعتبر دعمه اليوم للمجذوب أمراً طبيعياً، بوصفه ابن بلدة غزة، ويعمل حالياً على تأمين توافق حول اسمه مع بقية رؤساء البلديات.
من جهته، يرى حرب أن المواجهة الحقيقية ليست مع المجذوب، بل مع حسن مراد نفسه، متهماً إياه بالعمل في الخفاء لإسقاط لائحته خلال الانتخابات البلدية الأخيرة، ما جعل معركة الاتحاد امتداداً مباشراً لمعركة الصناديق.
مراد طرف في «معركة السهل» ويسعى إلى تسوية توافقية في البحيرة
يُذكر أن اتحاد بلديات السهل يضمّ 12 بلدية (المرج، الصويري، حوش الحريمة، الخيارة، غزة، المنصورة، السلطان يعقوب، عانا، عمّيق، الروضة، المنارة، وكامد اللوز)، تسعٌ منها برئاسة سنّية، وثلاث برئاسة مسيحية. ويقوم العرف المعتمد داخل الاتحاد على أن يكون الرئيس من الطائفة السنّية ونائبه مسيحياً، بما يراعي التوازنات الطائفية الدقيقة في المنطقة.
وتُعد بلدة غزة تحديداً ذات رمزية سياسية ودينية، إذ إنها مسقط رأس النائب حسن مراد، ومفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، فضلاً عن النائب ياسين ياسين، ما يفسّر التنافس على موقع رئاستها ودورها المحوري في السباق على قيادة الاتحاد.
أما اتحاد بلديات البحيرة، فهو أكثر تعقيداً لناحية تركيبته الطائفية، إذ يضم 19 بلدية (القرعون، عيتنيت، عين التينة، عين زبده، بعلول، باب مارع، جب جنين، كفريا، خربة قنافار، لالا، لبايا، مشغرة، ميدون، لوسيا، قليا، صغبين، سحمر، يحمر، زلايا، وتل ذنوب)، تتوزع بين ثماني بلديات برئاسة شيعية، وست برئاسة مسيحية، وخمس برئاسة سنّية. هذا التنوع يفرض تحالفات دقيقة وتوافقات طائفية مسبقة للوصول إلى رئاسة الاتحاد، في ظل العرف القائم الذي يقضي بأن يكون الرئيس سنّياً ونائبه مسيحياً.
حالياً، يتولى رئاسة الاتحاد رئيس بلدية القرعون، يحيى ضاهر، وهو جاء نتيجة اتفاق سابق قضى بالمداورة بينه وبين رئيس بلدية شيعي.
إلا أن ضاهر أتمّ ولايته كاملة، من دون أن يعترض ممثلو البلديات الشيعية، ما يدلّ على نوع من التفاهم الضمني أو الحسابات السياسية التي رجّحت كفة الاستمرارية على الالتزام الحرفي بالمداورة. ومع انتهاء ولاية الاتحاد، يبدو أن هذا التفاهم مرشح للاختبار مجدّداً.
ووفقاً لمصادر «الأخبار»، لا يزال حزب الله متريّثاً في حسم خياره بشأن رئاسة اتحاد بلديات البحيرة، بانتظار اتضاح معالم التحالفات والتوازنات الجديدة. ففي الوقت الذي يتجنّب فيه الحزب الدخول في مواجهة مباشرة بين الحلفاء أو خلق حساسيات طائفية، تبرز في المقابل معركة معلنة بين رئيس بلدية القرعون المنتخب خالد البيراني ورئيس بلدية جب جنين المنتخب خالد الحاج أحمد. فيما تختلف مقاربة النائب حسن مراد عمّا هي عليه في اتحاد بلديات السهل، إذ لا يظهر منحازاً إلى طرف بعينه، بل يسعى لإنتاج تسوية تضمن التوافق على شخصية توافقية لرئاسة الاتحاد.
الأخبار