اخر الاخبارعربي ودوليهام

نيران «عربات جدعون» تغطّي غزة: لا مكان آمناً

كثّف العدو الإسرائيلي غاراته العنيفة على المناطق المكتظّة بالسكان والنازحين في اليومين الماضيين، مرتكباً سلسلة من المجازر في جنوب قطاع غزة ووسطه وشماله. وبينما تتصاعد أعداد الشهداء الذين تجاوزوا المئة في أقلّ من 24 ساعة، يواصل جيش الاحتلال الحديث عن «أهداف دقيقة»، وهو ما تكذّبه الصور والمشاهد الواردة من القطاع، والتي تُظهر أطفالاً ممزّقين، وأجساداً متفحّمة، ونازحين احترقوا في أماكن نومهم. أما مَن نجوا من هؤلاء، فيواصلون البحث عن مأوى جديد، ولا يُعرف ما إن كانوا سيصمدون حتى الصباح.

في جباليا، شمالاً، عاد طيران الاحتلال ليستهدف مربعاً سكنياً وسط المخيم، مخلّفاً مجزرة جديدة أوقعت عدداً كبيراً من الشهداء والمفقودين، بينهم أطفال ونساء. وأكّد مستشفى «العودة» وصول أربعة شهداء أطفال وسبعة جرحى نتيجة القصف على منازل المدنيين في المخيم. كما استهدفت غارات متتالية مناطق متفرّقة من بيت لاهيا، خصوصاً محيط الشيخ زايد، وحي الكرامة، ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى. وبلغ التصعيد ذروته شمالاً عند قصف منزل عائلة مقاط في شارع الزرقا في جباليا، حيث أعلن «الدفاع المدني» استشهاد عشرة مدنيين على الأقل.

غير أن المشهد الأكثر دموية كان جنوباً، حيث ارتكبت قوات الاحتلال واحدة من أفظع المجازر، بقصفها المتكرر لخيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، والتي تشير إليها على أنها «منطقة آمنة».

وفي سلسلة غارات بالطائرات المُسيّرة والمروحية، استهدفت قوات العدو تجمعات المدنيين، موقعة أكثر من 24 شهيداً وما يزيد على 100 جريح، بينهم الرضيع خالد أحمد الزيناتي، الذي ولد في الحرب، وسمّاه والداه على اسم شقيقه الذي ارتقى بداية العدوان. كما تواصل القصف على عبسان الكبيرة، والفخاري، وبلدة القرارة، وأحياء متفرقة من خانيونس، مستهدفاً منازل تعود إلى عائلات شراب، الفرا، بركة، عرام، وأبو حطب. وأسفرت الغارات عن استشهاد عدد من النساء والأطفال، وتدمير واسع في الأبنية السكنية. وأعلن «الدفاع المدني»، أيضاً، انتشال عدد من الشهداء من تحت الأنقاض، في حين تُرك آخرون تحت الركام في ظل نقص المعدات.

استهدفت غارات متتالية مناطق متفرّقة من بيت لاهيا، خصوصاً محيط الشيخ زايد، وحي الكرامة

ولم تكُن رفح بمنأى عن تلك المجازر خلال اليومين الماضيين؛ إذ استهدف قصف مدفعي المناطق الشمالية للمدينة، فيما شنّ طيران الاحتلال غارة على منزل في كف ميراج شمال المدينة، وتحدّث «الدفاع المدني» عن اتصالات تصل من هناك، قائلاً: «إننا نحاول الوصول إلى العالقين لكنّ الاحتلال يطلق الرصاص على طواقمنا من طائرات الكواد كابتر».

وفي التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، قالت وزارة الصحة في غزة، ظهر أمس، إنه وصل إلى مستشفيات القطاع منذ الفجر، 96 شهيداً وأكثر من 140 جريحاً، في حصيلة أولية، لترتفع بذلك حصيلة العدوان إلى 3,193 شهيداً، و8,993 إصابة منذ 18 آذار الماضي، و 53,339 شهيداً و 121,034 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأشارت الوزارة إلى أن المستشفيات الكبرى باتت خارج الخدمة، والمصابين يموتون على الأبواب نتيجة القصف المباشر، وانهيار البنية التحتية، ونقص الأدوية والدم. كما تحدّث مدير المستشفى «الإندونيسي» عن استهداف قسم العناية المركّزة ووفاة مرضى جوعاً، في حين أفيد عن توقف 75% من مركبات الدفاع المدني عن العمل لغياب الوقود.

وفي موازاة التصعيد الإسرائيلي، تتكثّف التحذيرات من الكارثة الإنسانية في غزة؛ إذ قال «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» إنه رصد «تصاعداً خطيراً» في جرائم الإبادة الجماعية منذ الإفراج عن الجندي الأميركي – الإسرائيلي عيدان ألكساندر، موثّقاً مقتل أكثر من 680 فلسطينياً بين قصف مباشر وتجويع وحرمان، وتهجير قسري طاول نحو 300 ألف شخص.

كما أكّدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن «الجحيم في غزة يتفاقم»، مندّدة باستخدام الاحتلال للمساعدات كسلاح، فيما حذّرت «اليونيسف» من حرمان الأطفال من الغذاء والرعاية، وسط انهيار شبه تام للقطاعات الحيوية. أما المتحدّثة باسم مكتب «الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية»، فأكّدت «انعدام الخدمات الطبية وترك الناس يموتون»، مطالبة بفتح المعابر فوراً ووقف استهداف المستشفيات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى