اخر الاخبارمقالات وقضاياهام

فرنسا تسلّم لبنان وسوريا وثائق وخرائط الترسيم

في لحظة مفصلية من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وفي مشهد روحي مهيب، أعلن مجمع الكرادلة أمس انتخاب الكاردينال لاوون الرابع عشر حبراً أعظم. هو روبرت فرانسيس بريفوست أول أميركي يتولى منصب البابا في تاريخ كنيسة روما، وسط تحديات إيمانية وثقافية متسارعة يشهدها العالم، ما يُلقي على عاتقه مهمة ترسيخ الإيمان في قلب عالم مضطرب، وتجديد خطاب الكنيسة لملاقاة الإنسان المعاصر من دون التفريط بجوهر العقيدة.




عمليات عسكرية تزنّر النبطية

مشهدية الدخان الأبيض في الفاتيكان، قابلها دخان أسود تصاعد من أودية وتلال النبطية، التي ما زالت تحوي أسلحة ثقيلة لـ “حزب الله” مخزنة في مستودعات تحت الأرض في خرق فاقع للقرارات الدولية.



فعلى وقع زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع قفزت الأحداث الأمنية جنوباً، لتتصدر واجهة الاهتمامات. الغارات الإسرائيلية، اتخذت أمس منحى مختلفاً منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، أشبه بعمليات عسكرية، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي حزاماً نارياً عنيفاً وعلى دفعتين مستهدفاً الأودية والمرتفعات الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان.



العمليات العسكرية التي راح ضحيتها قتيل و8 جرحى، والتي استهدفت بحسب الجيش الإسرائيلي موقعاً لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لـ “حزب الله” في منطقة جبل الشقيف، ترافقت مع مناشير على شكل أموال مزيفة تتضمن رسائل ضد “الحزب”، رمتها الطائرات الإسرائيلية في عدد من مناطق الجنوب.



رسائل داخلية وخارجية

مصدر عسكري رأى عبر “نداء الوطن”، أن العملية العسكرية التي استهدفت تلة “علي الطاهر” في النبطية، قريبة من الحدود ولا تبعد أكثر من 10 كلم كما أنها مطلة على سهل مرجعيون والجولان، ومن المنطقي أن يخزن فيها “الحزب” صواريخ.



المصدر الذي لم يستغرب الضربات على هذه المنطقة، خلص إلى استنتاج رسائل ثلاث: الأولى موجهة إلى إيران والمجتمع الدولي بأن إسرائيل ماضية في ضرب اليمن ولبنان وحتى إيران إذا تحركت ضدها.

الرسالة الثانية موجهة إلى جمهور “حزب الله” لزيادة النقمة بسبب الدمار وعدم تمكنه من العودة إلى بلداته، أما الرسالة الثالثة والأهم، فموجهة إلى الدولة، لحثها على تطبيق القرار 1701 وإلا ستكمل إسرائيل غاراتها.

وبرأي مصدر سياسي، يحتم توسيع رقعة العمليات العسكرية في الجنوب، على الدولة، الإسراع في حصر السلاح وبسط سيادتها على كل أراضيها، لاعتباره أن الأولوية لنزع السلاح ومن بعده الإصلاح وليس العكس، خشية تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي ستكون هذه المرة مدمرة.



زيارة سلام لدعم الترسيم

في موازاة العمليات العسكرية، شكلت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع، والتي جال فيها على العديد من المعابر الحدودية، الحجر الأساس للشروع في ترسيم الحدود البرية مع سوريا، وضبط عمليات التهريب، ودعم الجيش اللبناني.



وفي خلال الجولة التي شملت المصنع وبعلبك وزحلة ورياق، شدد سلام على أن “المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وانتظام العمل فيها، يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية”.

مصادر السراي الحكومي كشفت لـ “نداء الوطن” أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها تنفيذاً للاتفاق الذي رعته السعودية بين لبنان وسوريا، ستبدأ اجتماعاتها قريباً جداً من أجل متابعة وضع الحدود بين البلدين وترسيمها.

من جهة أخرى، أشارت مصادر السراي إلى أنّ جولة سلام في البقاع تحمل أكثر من عنوان. الأول، الإشراف على كل الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب ومكافحة المخدرات. الثاني، إعادة وضع البقاع على الخريطة الانمائية عبر سلسلة مشاريع في محافظتَي البقاع وبعلبك – الهرمل، تشمل إنشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي، من أجل تحويل هذه الزراعة لأهداف طبية واقتصادية.



أما العنوان الثالث، فهو إطلاق مشروع لمعالجة طريق ضهر البيدر وأزمة السير واستكمال وصلة الأوتوستراد العربي والاهتمام بتنظيف نهر الليطاني من التلوث.

وختمت المصادر بالإشارة إلى أنه وفي خلال التنقل بين المناطق، تفاعل الأهالي مع الجولة الرسمية. فسكان بلدة حام في بعلبك رددوا على مسمع سلام “نريد وجودكم بيننا”، وفي سراي بعلبك تهافت الأهالي لالتقاط الصور معه، معبرين عن فرحتهم بوجود الدولة في منطقتهم.



استعداد فرنسي لتسليم المزيد من الخرائط

وتأكيداً على جدية المساعي الفرنسية في رعاية ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والذي حضر بقوة في لقاء ماكرون – الشرع، تسلّم وزير الخارجية يوسف رجّي من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسيّ الخاص بالحدود اللبنانية – السورية. وأتى هذا التسليم بناء على طلب لبنان والوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسيّ للرئيس عون، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.



مصادر دبلوماسية، أكدت لـ “نداء الوطن”، أن تسلم لبنان للوثائق والخرائط التي تساعد في ترسيم الحدود، تزامن مع تسليم الرئيس ماكرون الرئيس السوري للخرائط ذاتها. وعن أهمية هذه الخرائط، تلفت المصادر إلى أن اللجنة الفنية والتقنية هي التي تقرر مدى أهميتها والأهم أن السفير الفرنسي أبلغ الوزير رجي، استعداد بلاده لفتح الأرشيف لتزويد لبنان بأي خرائط إضافية أو حتى وثائق.

نداء الوطن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى