قرى عاليه تحاول كسر التعليب و”عين عنوب” نموذج

لوسي بارسخيان
تتقاسم بلدات وقرى قضاء عاليه الأجواء الهادئة التي تبدو إنعكاسا لتراجع التدخل السياسي المباشر في الانتخابات، والإستعاضة عنه بدعم ضمني لبعض اللوائح والمرشحين من القوى السياسية الفاعلة بالمنطقة، ولا سيما الحزب التقدمي الإشتراكي والحزب الديموقراطي.
وعلى رغم الزحمة التي تشهدها معظم القرى أمام مراكز الإقتراع فإن الحياة تبدو أكثر من طبيعية في أنحاء المدن والقرى الأخرى، حيث ينشغل الكثيرون في يوميات نهار عطلة أسبوعية عادية، فتجد سيدة على شرفة منزلها تقوم بتشذيب الورود، وأخرى تبتاع احتياجات يوم الاحد من الخضار والفاكهة. الشبان يتجمعون في الباحات والانتخابات حديثهم المشترك.
ويبدو أن غياب الدعم السياسي شكل حافزا في عدد من القرى لخوض الانتخابات باسم المجتمع الأهلي، تحت عناوين الخروج من التركيبات المقولبة للبلديات، بإتجاه تشكيلات تشرك أبناء القرى في القرارات الإنمائية المتخذة، وتعرض برامجها التي تطلب بأن تحاسب عليها في نهاية ولاية المجلس.
من بين المعارك التي تكتسب حيوية في منطقة عاليه، تلك التي تشهدها بلدة عين عنوب على مراكز المخترة كما المجلس البلدي. حيث كسر القواعد القديمة يترجم في عدة نواحي، وأبرزها ترشيح سيدة لرئاسة البلدية، الى جانب ثلاث مرشحات أخريات لـ12 مقعداً يتألف منه المجلس البلدي في لائحة “الإنماء والتطوير” بمقابل غياب المرشحات السيدات في اللائحة “التوافقية” التي يرأسها رئيس البلدية الحالي.
مع أن شعار “صوت صح صوتك بيعمل فرق” رفع من قبل المرشح لمقعد المخترة رفعت عربيد في هذه الحملة تتبناه لائحة الانماء والتطوير.
عين عنوب قرية بترد الروح” ولكنها وفقا لهيثم عربيد “ينقصها الكثير، لأننا معلبون على قاعدة سياسية حزبية.” ومن هنا فإن الانتخابات القائمة في البلدة تعمل على كسر مبدأ التزكية أو شبه التزكية التي كانت تحيط بانتخابات المجلس البلدي في معظم الدورات الماضية، لفرض معركة على قاعدة إنمائية.
بالمقابل يقول رئيس البلدية جمال عمار “أبو عمار” أنه إذا كان هناك تراجع في أداء البلدية فإن ذلك تسببت به الأحوال العامة التي سادت بالبلد، ولا سيما الأزمة المالية التي أفقدت خزينة البلدية قيمة أموالها. ويقول عمار، “الشباب فيهم خير وبركة وهم أولاد القرية.” وينفي عمار أن تكون لائحته مدعومة سياسيا ولكنه يقول لدينا تاريخنا الذي لا يمكن لأحد أن يلغيه وهو الحفاظ على الضيعة، ونحن حريصون على الضيعة وليس الكرسي، وعندما نجد من هو أمين على القرية نسلمه بلديتها بكل ترحاب.”
المرشحة لرئاسة ثلاث سنوات من ولاية المجلس حنان ظاهر الدين لم تنف بالمقابل وجود ذهنية رفض المرأة في مراكز القرار، مشيرة الى أن الذهنية الأبرز التي نريد أن نخلقها هي الشفافية في العمل البلدي، وإلغاء الفجوة بين البلدية وأهل القرية. مشيرة الى أن الحيوية التي تشهدها انتخابات عين عنوب مصدرها إندفاع الناس وترحيبهم بترشح وجوه جديدة.