ما الذي يدفع بالنوّاب المسيحيين الى التوافق على إسم الرئيس في خلوة حريصا؟

بعض ما جاء في مقال دوللي بشعلاني في الديار:
لا تزال المساعي جارية لكي يخرج «يوم الرياضة الروحية والصلاة» في بيت عنيا- حريصا الذي سيُلبّيه النوّاب المسيحيون بدعوة من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم أربعاء أيّوب في 5 نيسان المقبل، بتوافق مسيحي على إسم رئيس الجمهورية المقبل لعرضه على الفريق الآخر في البلد.
غير أنّ أي إتفاق مسيحي لم يحصل حتى الساعة، لا سيما بين أكبر كتلتين مسيحيتين في مجلس النوّاب أي تكتّل «لبنان القوي» وكتلة «الجمهورية القويّة».
ولكن يبدو أنّ البعض يُعوّل على حصول تقارب ما بين «التيّار الوطني الحرّ» و»القوّات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» أيضاً في خلوة حريصا المرتقبة، خصوصاً بعدما جرى أخيراً في جلسة اللجان المشتركة من شتائم جاءت على ألسنة بعض النوّاب الشيعة والمسيحيين، ما أعاد الى الأذهان لغة التحريض الطائفي والحرب والإنقسام على أساس مسيحي ومسلم، على غرار ما حصل أخيراً من خلال الإختلاف على موضوع «الساعة» والتوقيت.
تقول مصادر سياسية عليمة، بأنّ ما شهده لبنان من انحدار في المستوى اللفظي في مجلس النوّاب، أظهر أنّ التعصّب الطائفي لا يزال معشّشاً في نفوس النوّاب مع الأسف، وهو لم يتطهّر منها رغم مرور سنوات عدّة على انتهاء الحرب اللبنانية، وذلك بسبب عدم المصارحة والمصالحة الفعلية بين جميع الطوائف.
وإذ تمكّن رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي كعادته، من احتواء المشكلة، ومرّر القطوع على خير، غير أنّ أحداً لا يضمن عدم تكرار مثل هذا الأمر على الساحة الداخلية، ما يُنذر بحدوث فتنة أو مواجهة طائفية، لبنان بغنى عنها اليوم.
ولأنّ ربّ ضارّة نافعة، على ما عقّبت المصادر، فيبدو أنّ مثل هذه المواقف من شأنها تعزيز التضامن بين الكتل المسيحية، ليُصار بعده الى التوافق مع الفريق الآخر. ولعلّ أفضل فرصة أمامهم في هذه المرحلة للتكاتف فيما بينهم تتمثّل بـ «يوم الرياضة الروحية والصلاة» التي دعا اليها البطريرك الراعي، وسيلبّونها بغالبيتهم يوم الأربعاء المقبل. ولهذا تأمل المصادر أن يؤدّي هذا اليوم الذي سيجمع النوّاب المسيحيين في بيت عنيا في حريصا، الى تقارب في وجهات النظر، لم تظهر مؤشّراته على أرض الواقع حتى الساعة.
وفي غربلة لبعض المواقف، أوضحت المصادر نفسها أنّ ما هو ثابت حتى الآن، هو التقاء «التيّار» و»القوّات» على رفض التصويت لمرشح «الثنائي الشيعي»، أي رئيس «تيّار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية، ولعدم ترشيح مدير المخابرات السابق العميد جورج خوري، رغم أنّ لكلّ من الحزبين أسبابه المختلفة.الديار